ليس احتفاء تقليديا هذه المرة وليس بدعاً أن يكون الاحتفاء فرحاً بعودة أبو متعب لبلده بعد رحلته العلاجية التي تكللت ولله الحمد بالشفاء التام لخادم الحرمين الشريفين وملك القلوب . لكن الاحتفاء والفرح الغامر الذي لايجادل في حقيقته عاقل بأنه تلقائي مستحق وذلك لمابذله ويبذله حفظه الله ورعاه منذ اضطلاعه بقيادة البلاد من إنجازات تنموية بمختلف المجالات وأهمها نشر الجامعات بطول البلاد وعرضها , وتيسير استلام المعوزين مستحقاتهم من الضمان الاجتماعي بعد أن كانوا يقفون بالمئات بمراكز المحافظات لتحديث بياناتهم وتسلم مخصصاتهم مرة واحدة بالعام ناهيك عن زيادة مخصصاتهم بنسب كبيرة وشملت حتى موظفي الدولة والقطاع الخاص ممن لاتتجاوز رواتيهم أو أجورهم ثلاثة آلاف ريال فكانت بلسماً لمعاناتهم ومصدراً يقيم أودهم أفضل مما كان سائدا لعقود من الفاقة ومع هذا تم منحهم إكراميات بالأعياد والمناسبات الوطنية, فاستحق لقب ملك الإنسانية إضافة لمعونات التي تقدم حالياً لنازحي المنطقة الحدودية بمحافظة الحرث فمع تأخير صرفها لكنها تظل عنصراً معنويا لتعويضهم عما خلفه نزوحهم من معاناة نفسية واجتماعية , زياراته التفقدية التي شملت كافو مناطق المملكة والتي لم يسبقه إليها من سبقوه وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها أو التعامي عنها ليس للتقليل مما قدموه لوطنهم ومواطنيهم , لكن مادشنه يحفظه الله من مشاريع تنموية شاملة ومتوازنة تضاف للفتاته الإنسانية وأهمها زيارته مذ كان ولياً للعهد لمنطقة جازان وتفقد المرضى الذين أصيبوا بحمى الوادي المتصدع , جاء مباشرة من فرنسا حيث كان في إجازته السنوية وقطعها ليشارك أبناءه همومهم ويطلع عن كثب عما يقدم للمرضى من رعاية طبية وما يبذل من جهود لمواجهة ذلك الداء وبفضل الله نجحت تلك الجهود العلاجية وبقيت بؤرة البعوض بسد جازان لم يتابع مسؤولو الصحة والجهات ذات العلاقة معالجتها للوقاية المستقبلية من تكرار تلك المأساة. ولن تنسى المنطقة زيارته التاريخية الثانية للمنطقة وماد شنه من مشاريع تنموية واقتصادية ركزت على التنمية البشرية وخلق فرص لاستيعاب الطاقات الشابة من الخريجين وممن ينتظر تخرحهم ممن تم ابتعاثهم للخارج للاضطلاع بإدارة وتشغيل تلك المشاريع العملاقة التعليمية والاقتصادية والصحية وغيرها من الجوانب التنموية الأخرى, ثم زيارته للمنطقة لتفقد مواطنيه وقواته المسلحة إبان الدفاع عن الوطن من المتسللين الحوثيين وتلك الزيارة التي وجه فيها بإقامة عشرة آلاف وحدة سكنية للنازحين إلى جانب توفير كل مستلزمات السكنى المؤقتة بمخيم النازحين وتقديم 6آلاف ريال شهرياً لكل أسرة للسكنى والإعاشة, أيستغرب أجد أن ينعت حفظه الله بالملك الإنسان وملك القلوب, والقائمة تطول لتأكيد مزاياه الإنسانية الفريدة ومنها صفاء ونقاء سريرته وتواضعه وحدبه على مواطنيه. لذلك فاحتفائية شعب ووطن بمليكه في هذه الأوقات تؤكد الولاء وتجدد البيعة في الوقت الذي نجد من حولنا شعوبًا تملأ الميادين والساحات تجأر وتطالب بحقوقها وقد ذاقت لعقود من حكامها التنكيل , والهوان ,والذل باستحواذ تلك الأنظمة على مقدرات شعوبها وضنت عليهم بالفتات. لذلك نحمد الله ونثني عليه أن خادم الحرمين الشريفين قلبه على أبناء شعبه فملك قلوبهم وهاهم تغمرهم الفرحة في بيوتهم ومراكز أعمالهم ويكل مكان يحمدون الله أن الملك الإنسان من الله عليه بالشفاء وعائد إليهم بقلبه الطيب وبقامته السامقة وبشفافيته وحرصه على رفاهيتهم واستمرار ه في خطواته المتتالية الدؤوبة لكل ما يؤكد تلاحم الشعب والقيادة ولتتظافر الجهود لاستمرار ودوام أمننا واستقرارنا في ظل قيادته الحكيمة. فأهلا ومرحبا بملك القلوب الملك الإنسان وخادم الحرمين الشريفين أبو متعب عبدالله بن عبد العزبز آل سعود, وحمداً لله على عودته لوطنه العزيز وشعبه الوفي.