المرأة والحجاب .. إلى أين شرع الله الحجاب لحكمةٍ عظيمةٍ هي صون محارم الله أن تنتهك لكي ينشأ مجتمع متماسك تسوده الألفة واللُّحمة . وإنّ مما يثلج الصدر أن نرى أعداداً لا تحصى من النساء في بلادنا بمختلف فئاتهن العمرية يرتدين الحجاب صائناتٍ بذلك أعراضهن حاميات أنفسهن من أعين شياطين الإنس وضعفاء النفوس وهن كذلك مدعاة فخرٍ لمن يعولهن , صامداتٍ كالجبال في وجه تيارات الهدم والتحرر إلى الدناءة والانحطاط رغم كل تلك المخططات التي تحاول زعزعة أساس كيان المجتمع ولبنته الأولى . وفي بلادنا الحبيبة نلاحظ مما لا يدع مجالاً للشك أن كل من التزمت بحجابها وُصفت بالصلاح بل ويصل الثناء إلى من رباها وعلمها بل وكل من حولها لأنهم أخرجوها علماً على رأسه تاجٌ من العفة والطهر والشرف. لكن ..أولئك الحاقدين على الأمة وعلى الدين لن ييئسوا ولن يهدأ لهم بال وسيظلون يحاولون بشتى السبل أن يعيدونا لملتهم المحرفة المنحرفة عما يستوعبه العقل السليم ,فاخذوا يصوغون الخطط من أجل هدم كياننا الذي عُرف على مرّ العصور بالصمود ولمعرفتهم أن المرأة تشكل الأساس الذي يقوم عليه بنيان الأمة كانت دوائرهم تدور حولها وكان الحجاب بمثابة العدو اللدود والسد العالي الذي يحول بينهم وبين تحقيق نواياهم الاستعمارية الدنيئة .فروجوا لدعوات التحرر منه في البلاد العربية والإسلامية لكن هيهات ... فبوجود الغيورين والغيورات لن ينفذ لهم مطلب . عند ذلك قاموا بمخطط عظيم جلل, تدمى لمرآه الأفئدة وتفيض من الغيورين على دينهم وأمتهم العبرة لهول المنظر وبشاعة النتائج. إنه الحجاب المسلوب الهوية الذي تحول إلى صيحاتٍ من الموضة بل أنه أصبح لوحات إعلانيةً مفادها أن انظروا إليّ وإلى تقاسيم جسدي ولون بشرتي وجميل رمشي عندها شاعت التحرشات التي يعاني من أوصلوا هذه الأفكار الوضيعة منها الأمرين كيف لا وقد تفشت الأمراض واختلطت الأنساب في بلدانهم التي تدعي الحضارة والرقيّ. وها نحن نصبح في موضعٍ يجب فيه أن نقارن بين ذلك المحرم الذي يمشي في مكانٍ عامٍ مع زوجته أو أخته أو من يعول وكأنها تاجٌ على رأسه , وبين ذلك المتربص المتلفت الذي يئست محاولاته من ردع العيون عما يشدّها من منظر وسلاحه الواهي في منعها هو بضع نظراتٍ وانكسار خجل .