ارتدت عباءتها... فبكى ابنها الصغير ذو العام الواحد، فقد أدرك انها تهم بالخروج، ميز ذلك بحجابها الذي لا يزال موضع جدل في العالم اجمع... لطالما كانت المرأة موضوع جدال وقضية يتفق فيها العلماء على ألا يتفقوا. اعتدنا منذ أن كنا صغاراً أن نرى المرأة متمثلة في وشاح اسود يغطيها من رأسها حتى اخمص قدميها، تخفى تحته زينتها ومفاتن جسدها... كبرت، ولأنني كنت أرى من يكبرنني سناً يرتدين العباءة فهي رمز للأنوثة ووثيقة اعتراف ممن حولي بأني أعد من الكبار، فأعظم احلام الطفولة أن تصبح كبيراً حتى تستمتع بحرية أكثر وتكون ذا شخصية مستقلة، وتلقي النصيحة على من يصغرونك سناً، فثقافة المجتمع تجعل العباءة فرضاً إلزامياً وعادة إجبارية وليست اختيارية، فنعيش في كبت ومن ثم ازدواجية، ففي دروس الفقه الثانوية أقرت وزارة التربية والتعليم تخصيص فصل خاص بالحجاب لنخرج بآراء علماء مختلفة، البعض تشدد فيها لدرجة انه لم يجز لها إلا خروج إحدى عينيها لضرورة النظر خشية الفتنة، والبعض أباح لها خروج وجهها وكفيها، إلا ان الجميع اتفق على ان الحجاب هو ستر مفاتن المرأة التي ابرزتها لنا مصممة الازياء الايطالية بعد زيارتها للمملكة واطلاعها على العباءة فطورتها لتواكب الموضة وجعلتها عباءة للكتف تكشف اكثر مما تستر، فتكون اخلت بأهم شرط من شروط الحجاب وقد تزينه بعباءتها لجميع من يراها وهي في الخارج مهما كان مستوى ثقافته او معيشته او مركزه الاجتماعي، ما اغضب الهيئة من عباءات بعض النساء فاستخدموا البخاخ الأحمر لمنعهن من ارتدائها درءاً للفتنة، فالتحرير يبدأ بالحجاب، والحجاب في اللغة من الحجب، والمرأة حجب نور افكارها بوشاح اسود في الظلمة ولم تعد ترى في العتمة، ما دعا البعض من الكاتبات والاعلاميات السعوديات لنزع الحجاب والتحرر من كل القيود للابداع في ابتكار الأفكار! إلا ان ما فعله الشيخ محمد النجيمي مع الإعلامية عائشة الرشيد فتح الباب على مصراعيه أمام من يزعمون أنهم دعاة تحرير المرأة، ونقل صورة مغايرة عن الحجاب بجعله إلزامياً، وأصبح الموقف «تكسير» رؤوس أكثر من كونه موعظةً حسنةً. [email protected]