ينام مبكرا بعد أن مر على وزارة العمل ليبحث عن وظيفة له بعد أن استلم شهادته الجامعية كل ما وجده هو أن موظفا هناك بعد طابور حضره من الصباح إلى الظهيرة أخذ أوراقه وقال له سأتصل عليك حال ما تتوفر الوظيفة. اتصل عليه الموظف يقول له لقد حصلت على وظيفة ذات مرتب عال احضر غدا لتوقيع العقد وتمضي في وظيفتك الجديدة، يقوم من نومه مباشرة وينتظر شروق الشمس الذي مر ببطأ شديد. يذهب مع الفجر نحو مكتب العمل وينتظر ذلك المتصل على أحر من الجمر ،لكنه لم يحضر ذهب إلى الموظفين فقالوا لا نعرف عن أوراقك ، قال هي لدى فلان وقد اتصل يطلب مني الحضور هذا اليوم، قال له أحد الموظفين لو سمحت "خذ رقم وانتظر دورك" فأخذ على مضض ذلك الرقم "المتأخر" وما إن وصل الرقم قال له الموظف انتظرني أريد أن أذهب للغداء ، فانتظر الشاب هذا الموظف بعد الظهيرة وما إن عاد حتى قال له عندي اجتماع انتظرني لو سمحت .. يجلس ينتظر هذا العقد المهم الذي سيغير مجرى حياته للأبد ، وفي الوقت الذي كان ينتظر فيها سعادة الموظف الذي في الاجتماع يسرد أحلامه التي لازمته طوال حياته "سأذهب بأمي لأول مرة في رحلة فهي لم تخرج من هذا البيت من زمن، سأشتري لها هدية مع أول مرتب ، سأقضي جميع ديوني، سأقترض لشراء سيارة، سأقوم بترميم تلك الغرفة القديمة وسأبني عليها غرفة أخرى وسأذهب للزواج".. يعود الموظف وهو يجر تلك الأحلام الجميلة التي ستتحقق ما إن يأتي الموظف ويوقع ذلك العقد الذي سمع عنه في الاتصال، قال له الموظف يا أخي حصل لي ظرف طارئ سأذهب مباشرة نحو المنزل، قال له انتظرتك من الصباح فقال له بكل أسف هناك أشغال أنت ما تشوفني ؟!! تعال بكرا ولا عساك .. يعود مكسورا وهو يحمل هم العقد الذي يراه يذهب شيئا فشيئا يركب في التاكسي بصمت دون أن يقول له عن السكن، يقود صاحب التاكسي فجأة تخرج سيارة تقطع الطريق وتقطع حبل ذلك الحلم وتقطع "العقد" الذي انتظره طوال ثلاث سنين .. يشاهد نفسه وهناك من يقول "مات رحمه الله" .. فجأة يأتيه اتصال ويصحو من ذلك الحلم يقول له "فلان بن فلان" راجعنا غدا نحن مكتب العمل !! فهد بن محمد [email protected]