تقدم الأمم ورقيها لا يأتي بالفوضى فكل أمر يجب أن يكون مدروسا ومجدولا مسبقا ليس هناك مجال للعمل الارتجالي , وإذا كان فكر أي شعب يعتمد على الفوضى والاستهتار وألا مبالاة فهذه مصيبة ولها انعكاسات مستقبلية سيئة لان الأفراد هم أساس وعماد الوطن فالأرض لوحدها لا تعمل شيئا دون تكاتف أفرادها, ولدينا تأصلت هذه الثقافة في الكثير من الأمور , فإذا أردت أن تتعرف على ثقافة أي شعب هل هم للفوضى والاستهتار أهل فعليك بزيارة أسواقهم والسير في طرقهم فسوف تنعكس لديك خلفية مبدئية عن ثقافة ذلك الشعب وتفكيره , والسائر في شوارعنا يجد أنواع الفوضى في طريقة قيادة الأفراد والوقوف عند الإشارات وأصوات (البواري) بجميع نغماته والتجاوز عن اليمين والسرعات العالية في أماكن ليست للسرعة والوقوف الخاطئ في كل مكان وعدم احترام الطرف الآخر كل هذا يعكس مالدينا من ثقافة فنحن بحاجه إلى تثقيف بحيث تتطور عقولنا وتفكيرنا كي نعكس ثقافتنا بين شعبنا وبين الشعوب الأخرى , هذا أمر من عدة أمور يجب الالتفات لها , وإذ كنا نستهتر في الكثير من الأمور فهذا ينعكس على أداء الجهات الحكومية لان أفراد تلك الدوائر من الشعب وهذا ينعكس على أدائهم لأن ذلك أصبح من ضمن ثقافتهم فكيف نحاسب هذا الموظف وفكره نابع من فكر هذا الشعب , ويجب أن يكون هنالك حل سريع فتعديل الأوضاع يبدأ من تغيير الفكر ثم بشكل تلقائي يتغير الأداء العام للجهات الحكومية لأننا تولدت لدينا ثقافات نابعة من ثقافة الفوضى مثل ثقافة المطبات ولعلني كتبت كثير عن طريق صبيا الحسيني جخيره العيدابي بلغازي الدائر , أنواع المطبات في أماكن لا تحتاج لكل هذا العدد من المطبات بل أصبح هنالك (البيبي مطب) مطبات صغيره وكبيره في كل مكان فعلى المسؤول السير في ذلك الطريق لتقييم , وإظهار ماهي الفائدة من كل مطب ولكن لكي لا يدخل المسؤول نفسه في مجال للتساؤلات فهو يختصر على نفسه ويضع مطبا كي لا يقول أن الطريق بحاجة لبعض الأمور الإضافية مثل اللوحات الإرشادية أو لطريق فرعي أو لطريق مزدوج أو لتواجد أمني في ذلك المكان بل يشتري راحة باله من مخاطبة الجهات الأخرى ذات الاختصاص بوضع مطب , أو ليغطي على الخطأ القائم في هذا المشروع ,وكذلك تولدت عن الفوضى ثقافة الاستهتار بالمواطن ومصالحه ونشأت عنه عبارة مثل (راجعنا بكره) فكل هذا من ثقافة الفوضى والاستهتار أوردت بعض الأمثلة لا على سبيل الحصر ولو تتبعننا كل ما لدينا لتعب أهل الكتابة من المجلدات التي ستكتب في هذا الشأن , وسنجد فوضى عارمة في الكثير من الأمور فهل نستيقظ قبل أن نضيع في غياهب الفوضى , أخي المواطن لا يضرك انتقاص الآخرين منك بقولهم بأنك نظامي لا تجامل ولا يعجبك قولهم بأنك رجل لأنك قطعت إشارة مثلا أو انك بطل لأنك استطعت أن تتجاوز كل السيارات التي أمامك فعقلك في رأسك فكر قليلا أخي الكريم وكن عونا لوطنك لا هما. [1]