إرهاب في صلاة التراويح ! رمضان الجميل بطبيعته الدينية حين تشاهد الليل يتمايل على التغني بعقد الفردوس. تستعد لصلاة العشاء كاستعدادك للعيد فهذا عيد جماعي موسمي على مدار الشهر. فضيلة الشيخ لكي يبرز صوته ليبدو أجمل رفع مكبرات الصوت فلم يستطع إمام المسجد *الآخر أن يقرأ ولا صابر الذي يصلي خلفه لم يمنعه من جلوس التشهد الأخير أن يرفع السبابة ويقول "امين"!! كما أن فضيلة الشيخ في معركة التراويح فهو يريد أن يختم القران ولا يهمه أخشع الناس أم لا !! وكان نبينا يطول في السورة حتى تبدو أطول من غيرها. فتطويله في الآية كان مقصده الخشوع وهو أهم سبب لقبول العبادة والصلاة. فلا تفقد أجر الصلاة و القرأن معا فلا يقبل الله كذلك قراءة غافل لاهي ولا صلاته. * كنت أقرأ قول الله في سورة الأعراف : ((*ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين )) فأقول ما هذا الاعتداء الذي قصده الله في التضرع والدعاء.. كنت أسمع أئمتنا وهم يوجهون الأدعية كأنهم يحملون البندقية وفي معارك مع من يدعون عليهم وجها لوجه.. فسمعت أحدهم يقول (( اللهم يتم أطفالهم ، و أهلك مراعيهم ، واقتل أنعامهم ، وتفنن في عذابهم )) وكثيرا من هذه الأدعية .. فحينها عرفت قصد الله في هذه الآية وقرأت حديثي سعيد بن أبي وقاص وعبد الله بن مغفل المزني بتصحيح أحمد شاكر والالباني قول رسول الله : ((سيكون قوم يعتدون في الدعاء )). و بحثت مقصده عليه السلام من هذا الحديث في القصة التي سارت في الحديث حيث أنه* *سمع سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ابنه يقول في دعائه (( اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا ، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا فنهاه )).. فماذا لو كان سعيدا بيننا هذه الأيام ؟! ثم إن عمر الذي سن الشعيرة إحياء أورد عنه البيهقي نص دعائه في قنوت التراويح فلم يرد فيه أدعية على الكفار غير قوله "اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك ، اللهم خالف بين كلمتهم وزلزل أقدامهم وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين " فكان دعائه لطائفة معينة ولسبب معين دون نكاية ولا تشفي وهو محل الاتباع هنا. و على ذلك لم يرد هناك تطويل في أدعية صلاة التراويح بينما نشهد في العصر من يزيد عن ثلث الساعة. ثم هذه الأدعية دخلت في المنهي عنه من فرض الأدعية لجلال الله كأنه يقول لجل جلاله افعل كذا ولا تفعل كذا وهذا هو التعدي المقصود. ويتحجج بعضهم بفعل الكفار في المسلمين من قتل وهذه الحجة أسفه ما تكون فرسول الله نقل عنه الصحابة دعائه في بدر وفي أحد وفي بقية المعارك فلم يرد فيه أي شيء يكون فيه نكاية بهم !! كما أنه بعد ما حصل له بالطائف عندما أتاه ملك الجبال يريد أن يطبق عليهم الأخشبين فقال دعهم لعل من صلبهم من يوحد الله. * فليس هؤلاء أعرف من رسول الله بالأدعية ولا بالمصلحة ولا العبادة فقد كان رسول الله أتقانا لله كما ورد عنه! والأدعية لا تحكمها العاطفة بل هي تعبدية كما أن الأدعية في الصلاة تختلف عن بقية المواطن كما ورد عن الامام أحمد عندما سأله رجل فقال له ((ما أدعو بعد التشهد قال بما في الخبر فقال له قال رسول الله ليتخير ما يشأ فقال أحمد بما في الخبر بمافي الخبر)) وكان ابن تيمية يقول : (*والمشروع للإنسان أن يدعو بالأدعية المأثورة، فإن الدعاء من أفضل العبادات وقد نهانا الله عن الاعتداء فيه. فينبغي لنا أن نتبع فيه ما شرع وسنَّ ) فعندما تدعو الله يجب أن تتادب في الأدعية لتنال الاستجابة، فما نراه اليوم بعيد وقد اختلط به التحبير والسجع والتعدي والنكاية وبعد عن الأدعية المأثورة عن النبي وصحابته. وكان ابن عباس يقول في السجع (اجتنبوا السجع في الدعاء فما وجدت أصحاب محمد يفعلون أكثر من ذلك اجتنابا) أو كما قال. بل ورد عنه عليه الصلاة والسلام أنه دعا للمشركين بالهدي والصلاح في كذا حديث فكان علينا أن ندعو لهم بالهداية خيرا من أن ندعو بالعذاب وورد عنه استغفارا لهم. كما أن دعوتهم لأن يهلك أهل الكتاب عامة فيه تحذير كبير ، فقد سرت سنة الله في الحياة أن يبقى أهل الكتاب عامة لآخر الدنيا. * فلماذا لا ندعو لهم بخير عسى أن يهديهم الله، سيقول قائل قد قتلوا وسفكوا ، و أرده ماذا فعل عمر بن الخطاب بالمسلمين و أبو جهل ؟! أوليس رسول الله دعا لهما فقال : اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ! كما أن كل أدعية التعذيب فيها تعدي لله ولخلق الله وهي من موانع استجابة الله له. ندعو الله من سنين ونجد أن بركة الأدعية لم تظهر إلا وجعا في حلوقنا ، وشيخنا يكرر على مسامعنا إلم يستجب الله فهي في موازين حسناتكم ! فهل هذا التعدي الذي لا يقبله الله في موازين حسناتنا ؟!! وهل نتبع الرسول وصحابته أم نتبع من لا سنة له سوى *رغبته ؟!! وهل نستمع لقول رسول الله أم لقول فلان ؟!! وهل نحن أحق أن نخشع في صلاتنا ودعائنا أم يجب أن نتبرع بالخشوع لأجل ختم القران ؟! هل سينظر الناس بعقلانية لهذا الإرهاب الذي يجعل الحسنات تتفجر باسم العبادة ؟ اللهم اجعل رمضان صلاته وقيامه و أدعيته في موازيننا وحجة لنا لا علينا. فهد بن محمد [email protected]