كثير منّا ينتظرون حلول الإجازة الصيفية ليبتعدوا عن وجوه البؤس والنكبات التي رميت بطريقهم قسراً أو طواعية ولينيخوا ركاب فكرهم بعد مسيرة عناء, ولكن هيهات!. كالشاب (درموح) مثلاً الذي منذ عرفته وهو يشكو بعده عن مسقط رأسه (جازان) ومشقة وظيفته (الأهلية) البسيطة التي يشغلها بمدينة (الرياض) وتنغيص مديرها (الأجنبي) عليه بدعم من وهن الأنظمة التي أهدرت حقوق العاملين من شبابنا في القطاع الخاص..! فأراد رسم درب سعادة لنفسه يجد فيه الملاذ الذي ينسيه بعده عن أهله وشقاء العمل وهمه. فكان الزواج هو القرار فاقترن في بداية هذا العام بعروس يقيم أهلها في (الرياض) قبل أن ينظرها – نظرة الخطوبة الشرعية – نزولاً عند رغبة والدها "بكاش" الذي اشترط عليه أيضا مبلغ من المال يدفع كمؤخر فيما لو أقدم على الطلاق. ليفاجأ درموح فيما بعد أنه كان ضحية وأن من اقترن بها لم تكن سوى "نكبة عمر" – كما هي تسمية رقمها بجواله – جعلته يندب حظه, ويحسب الأيام ليهنأ بإجازة يقضيها بين أهله في جازان بعيداً عن "خشة" زوجته ووظيفته, يستعيد فيها الابتسامة التي فارقته منذ زمن!. وزادت رغبة درموح أكثر في قضاء الإجازة بجازان حين قرأ توقعات أخينا "بدران" بأن المنطقة موعودة بأمطار غزيرة في هذه الفترة فحزم حقائبه ورمى نكبة العمر عند أهلها وودع الرياض وعند وصوله مسقط رأسه شقت وجهه ابتسامة عريضة لم تدم طويلاً حيث أوقفتها "ورطة بدران" أقصد كومة الغبار التي اجتاحت فمه جراء موجة العواصف الرملية التي تداهم المنطقة في هذه الأيام! ولا يزال درموح مطبق فاه حتى تصدق توقعات بدران, فهل ستصدق أم أن المقرود مقرود..؟. [email protected]