أخذتني ذكرياتي بعيداً وأنا أتابع المباراة النهائية المونديالية والفوز الرائع لأبناء إسبانيا المثابرين ,فسافرت معها عبر نفق الزمن أعيش تلك الذكريات من جديد بدموعهاوابتساماتها وطفراتها الجينوحياتية . لقد شاهدت هذا النهائي يوماً من فوق سرير المرض بين الرجاء واليأس وشاهدته تارة وأنا غريب يملأني الحنين وشاهدته تارةأخرى وأنا أتلظى بزخم الشباب , واليوم هاأنذا أشاهده وأنا بحمد الله أحيا أجمل لحظات العمر. ياه كم من تقلبات وانفجارات عصفت بمسطرتي الزمنية وتغيرات وتبديلات داخلت أمواجي الفكرية ,كل شيء حولي يتغير إلا الكرة العربية بقيت (محلك سر). ومازالت نقطة ارتكاز دائم لبندول الأسى الذي يعصرني بعيد مشاهدة كل نهائي في محفل عالمي. بعد تلك المباراة جلست وبعض الأصدقاء مع شخص لا أعرفه لكنه على مايبدو ممن درس التاريخ يوماً برواية(بوش الابن) ونسيه, ونسي أنه نسيه والمشكلة أنه لم يعرف بعد أنه قد نسيه وراح يتحف الجلاس بشرح وافي وشافي عن إسبانيا والجهود التي بذلها (عبدالله بن سلول) في فتحها بدعم كبيرو مساندة من (مسيلمة الكذاب) وكيف أنه بعد كل ذلك أسس (دريم لاند)أندلس العرب و الذين بفطرتهم شجعوا التعليم بنظام التقويم المستمر فتخرج علماء عمالقة برز منهم العالم الجليل (هبنقة الظواهري)الذي تمكن من وضع نظريات فلسفية عظيمة كان لها أبرز الأثر في تحرير منظومات الفكر العالمي من الاستعمار (الخنشليلي). و بعد تلك المعلومات القيمة ألتي سردها علينا دون مأمأة وتعتعة ونحنحة راح يتباكى على كل ذلك المجد الذي ضيعه العرب ثم أخذ يشتمهم بسبب تخليهم المهين عن تلك الأرض وذلك المجد. فصحت به مقاطعاً غير آبه به وبتاريخه الموكوس (المشلوخ)قائلاً:يعني خرجوا بكيفهم! لقد خرجوا و(قفاهم يقمر تميز) بسبب خلافاتهم ومطباتهم ,ثم هل تعلم ماهي أكبر نعمة ساقها الله لهذه الأرض؟(من وجهة نظري) خروج الفكر العربي منها إلى حيث ألقت رحلها(أم المعارك), فلو قدر لهذا الفكر (المرتعد خلف نظرية المؤامرة) أن يبقى داخلها لما أصبحت ملأ السمع والبصر ولأمست عضوًا مهمًا في الجامعة الورقية العربية وظلت كالعادة تمضي الهم عند احتضاره بعوجاء مرقال تروح وتغتدي. وشريكًا رسميًا في تنظيم بطولات المزايين. ياسيدي المؤرخ البارع يكفي الأسبان فخراً أنهم تخلصوا من بكائي الدوارس ومقبلي الجدران,ويكفيهم فخراً كذلك رغبتهم الجادة في أن لاتظل الخيل والليل والبيداء تعرفهم ولا حتى حزب الله والقاعدة والزرقاوي والحوثي إنما الذي يجب أن يعرفهم هو العالم أجمع وليس هذا وحسب بل يجب أن يعرفهم ويصفق لهم باحترام وهو يتغنى بتلك الصورة المشرقة لهم ولثقافتهم ولوطنهم وهذا ما حصل بعد تخطيط وجهد دؤوب محققين النصر الكبير في آخر معارك النبلاء دون تشريك وتفخيخ. وبقي العرب من جرف لدحديرة لأنهم تهيبوا صعود الجبال فبقوا بين الحفر وأمسوا ودموعهم لا تكفكف على(جلق)وأخواتها فأصبحوا ودموعهم كدموع أرنب (لامرتين). ياسيدي الفاضل أمة العرب الراعي الألماسي لثقافة المطبات الأرضية والهوائية ,الصناعية منها والطبيعية ,وستبقى رهن هذه الثقافة .وإلى حين إصدار قرار من البلدية العربية وجامعتها الورقية لإزالة هذه المطبات و(تنفيذه) ستظل هذه الأمة تعيش مع الدوارس والذكريات ومزهب ووادي وهوش مزرايب. محمد احمد محمد مدبش الخلائف ديحمة [email protected]