لي صديق عزيز كلما التقيت به يسلم علي بكل حرارة لكنه يمنحني لقب (دكتور) على الرغم أنني لست دكتوراً؟؟وبما أنني أيضاً لست (ثوراً) فإنني اعتقد أنه يسخر مني ,لكني أحمل كلامه على المعنى الحسن فلا أثور في وجهه متعذبلاً متحوقلاً .. ولما أن تكررت منه كثيراً هذه العبارة قررت أن أنتقم منه لكن بطريقة ذكية ( ماتخرش المية) ,فطفقت أبحث له عن لقب أطلقه عليه ولا يجد منه فكاكاً ولا يشم منه أي سخرية, وبعد تفكير طويل منحته لقب (الشيخ) فعاتبني عند سماع ذلك مني قائلاً:هذا لقب لا يصلح لي؟ لكني أخبرته إن هذا (الموديل ) يوجد منه الكثير من المقاسات فمنه (شيخ علم) و(شيخ ختم)و(شيخ دراهم)و(شيخ الصيادين)و(شيخ الدلالين)...إلى آخر هذه المشيخات. ومثل هذه الألقاب عزيزي القارئ وغيرها موجودة في كل أرجاء الدنيا حتى في الأمم منها المتقدمة تقنياً وعلمياً ولا أدل على ذلك من مجلس الشيوخ الأمريكي. لكن في تلك البلاد التي نعرفها ولا تعرفنا لا تخلع مثل هذه الألقاب إلا حسب القوانين وبموجب برتوكولات خاصة ,ولعلهم استقوا ذلك من نظامهم الكنسي و ألقابها و تدريجاتها.. أما عندنا فإننا نطلقها هكذا كما منحني صديقي ذلك اللقب بداعي وبدون داعي بل ونتفنن فيها فعندنا صاحب السعادة والفضيلة والمعالي إلى آخر هذه الألقاب ومن نظر في كتبنا القديمة وجد ألقاباً ما سمع بها. مع أننا عندما نذكر (أبا بكر الصديق ) أو(عمر بن الخطاب)رضي الله عنهم فإننا نذكرهم هكذا دون ألقاب فهل ذلك لأنهم أقل من هذه الألقاب أم لأنهم أعلى وأعلى منها بكثير!!؟؟..أعرف أنه ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعطف على صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه.وأعرف كذلك أن هناك ألقابا وضعت لحفظ الحقوق والنسب فهي متوارثة لكن هناك ألقابا نحن من وضعها وأصبحت تقيدنا وأخشى ما أخشى أن تسبب مثل هذه الألقاب خللاً في النظام الاجتماعي . فكم أتمنى أن يعاد النظر فيها من جديد كما فعل الملك فهد بن عبد العزيز ب(صاحب الجلالة) رحمه الله ,وكما تفعل قيادتنا حفظها الله ... محمد احمد محمد مدبش الخلائف ديحمة [email protected]