قال صلى الله عليه وسلم: (حقُّ المسلم على المسلم ستّ: إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجِبْه، وإذا استنصَحَك فانصح له، وإذا عَطَسَ فحَمِدَ الله فشمِّتْه، وإذا مرِضَ فعُدْه، وإذا مات فاتبعه)، رواه مسلم، ولذلك كان للنصيحة أهمية كبرى في حياتنا، خاصة إذا جاءت لوجه الله تعالى من قلوب صافية ليس لها غرض سوى الإصلاح وتصحيح الأخطاء والدلالة على الطريق المستقيم والرجوع إلى الصواب, فمن واجب الإنسان المسلم تجاه أخيه المسلم أن يقدم له النصيحة وأن يحب له الخير كما يحبه لنفسه ويخاف عليه من السيئات أو الانحراف والعياذ بالله كما يخاف على نفسه أيضا، قال عليه الصلاة والسلام: (لا يؤمن أحدُكم حتى يحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه)، (متفقٌ عليه)، فالإنسان غالبا لا يرى عيوبه ولا يحس بأخطائه، ولذلك أصبحنا جميعا في أمس الحاجة إلى النصيحة الصادقة التي ترشدنا إلى الصواب، وهذا ما جعلنا نبحث عنها عند الحاجة إليها في القلوب المؤمنة الطيبة المحبة لعمل الخير، قال مِسعَرُ بن كِدام رحمه الله :(رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي في سرٍّ بيني وبينه) , ويجب على الآباء أن يستمروا في إعطاء النصائح لأبنائهم حتى يشاهدوا طاعة الله في قلوبهم وفي تصرفاتهم وأفعالهم , والنصيحة ليست مقتصرة على الكبار فقط بل هي واجبة على الصغار أيضا فقد نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم الصغار، فقال لابن عباس وهو صغير: (يا غلام! احفظ الله يحفظك)؛ رواه الترمذي. لذلك يجب أن تكون النصيحة خالصة لوجه الله تعالى وبنية صافية لا يراد منها سوى الأجر والثواب من الله عز وجل ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة)، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: (لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم)، رواه مسلم.