عاد تنظيم القاعدة بعد غياب استمر لأكثر من نصف سنة عن المشهد السعودي . وفيما يبدو فإن غيابه كان من أجل استعادة الأنفاس وترتيب الأوراق بعد سلسلة من الضربات الموجعة التي تلقاها على يد رجال الأمن السعوديين . عاد هذه المرة لينادي بخطف الأمراء والوزراء كردة فعل غاضبة لاعتقال هيلة القصير . والمؤسف في ذلك أنهم استطاعوا أن ينتقلوا بالمرأة من منابع العطف والحنان إلى مواضع القتل والدم مستغلين نظرة المجتمع العاطفية والقاصرة لبنت حواء . تضطرك ظروف العصر إلى السباحة كثيراً في عالم النت مما يقودك إلى استنتاج تلك الأساليب المتطورة في الطرح والخارجة عن المألوف بميلها إلى تهييج العامة بعبارات القتل وفتاوي التكفير مع سرعة عالية في الترويج لمثل هذه الآراء المتطرفة اقتناعاً من قبل هؤلاء بأهمية التقنية ودورها الفاعل في دعم الفكر القاعدي الصحوي على البقاء على قيد الحياة بعد أن غاب زمناً طويلاً كنوع من الإرهاب المتناسب مع تطورات العصر الحديث تحت صورة جديدة تعرف بما يسمى الإرهاب الإلكتروني . لم يكن إدخال المرأة كعنصر لدعم هذا التطرف إلا دليلاً على إفلاس القاعدة بالمقام الأول وعدم استجابة أبناء هذا الجيل لخرافات الصحويين وكرامات المجاهدين التي تم الترويج لها علىنطاق واسع خلال العقود الماضية بالمقام الثاني . لقد كان هاجس أوصياء المجتمع ومصدر خوفهم سابقاً هو قيادة المرأة للسيارة ، فماذا سيقولون اليوم عندما خرجت لتقود وتتزعم قيادة القاعدة تحت تأثير من بعض القنوات التلفزيونية التي تتقمص دور الصلاح وتوجه كل برامجها للأنثى من مبدأ الحرص والغيرة على صلاح الأمة وهي في الحقيقة تقدم أدلجة فكرية لها . هناك قاسم مشترك بين فكر القاعدة وبين معارضي الاختلاط نتيجة لاقتناع الأخيرة وثقتها المفرطة في أن المرأة شىء حساس جداً لا يمكن تفتيشه تحت أي ظرف تعيشه ، ولذلك لجأت القاعدة إلى استخدام هذه الثغرة الأمنية للوصول إلى ما تريد . سكوت تلك الأصوات التي تعارض الاختلاط عن إدانة هذا الفعل مؤشر خطير على اعترافهم بالمرأة كممول أو داعية أو منظر للإرهاب الفكري في ذات الوقت الذي تم منعها فيه من ممارسة حقوقها المدنية . صالح بن إسماعيل القيسي الرياض [email protected]