حينما يذهب المواطن أو المقيم لأي إدارة سواء كانت إدارة حكومية أو حتى أهلية فلابد له من التنبة إلى أنه لو كان موظفاً فهو لن يستفيد من يومه في أداء وظيفته وعملة وإن كان طالباً فلن يستفيد من يومه الدراسي أبداً وإن كان عاطلاً أو متقاعدا فهو لن يعود ليستمتع بوجبة الغداء التي لا بد له أن يتأخر عنها رغماً عن أنفه ، ونصيحتي للموظفين والطلاب لمن كانت لديه مراجعة ومعاملة في الإدارت الحكومية أو الأهلية على حدٍ سواء أن يأخذ إجازة اضطرارية ، مرضية ، أي مسمىً كان المهم هو أن يحصل على إجازة لكي يذهب لإكمال ومتابعة معاملته التي قد تستغرق يوم عمل كامل أو أكثر ، إن لم تكن لديه واسطة ومعرفة بتلك الإدارة ،، أن هنا لن أكتب عن الواسطات أو الفساد الإداري أو ما شابه ذلك سيكون طرحي عن ما يسمى بعلم الإدارة الحديثة : تخطيط وتطوير الموارد البشرية . جرب أن تقوم إن لم تكن بجولة سريعة فقط إلى بعض الإدارت والقطاعات في منطقتنا أو محافظتك خذ مثلاً الأحوال المدنية إحدى الإدارات الحكومية قلكي تضيف مولوداً جديداً أو تستخرج بطاقة الهوية الوطنية أو غيرها فلابد لك أن تضحي بيوم أو يومين أو أكثر من أجل أن يأتيك الدور وتصاب بالغثيان والدوران وكثرة الذهاب والإياب والانتظار على الباب حتى يقوم زيد أو فلان أو علان ويتكرم بالرد على استفسارك وينظر لمعاملتك ،،، لأنه حقيقة كما يقال بالعامية واصلة معاه !!! ما هي الأسباب التي جعلته لا يؤدي عمله ؟ الاسباب كثيرة ولكن في نظري والذي لاحظتة بمنطقتنا خاصةً وجود طلب على الخدمة ولا يوجد عرض ، وما أقصد من هذه النظرية الاقتصادية أن طالبي الخدمات والمعاملات كثر وكل يوم والآخر الطلبات تزداد والمعاملات تكثر والمراجعين لا يقل عددهم بل يتضاعف والموظف الذي كان في السابق حدودة كما مخطط لها في إداة القوى العاملة أو إدارة الموارد البشرية أن يقدم مثلاً خدمة لكل عشرة مراجعين أو عملاء في خلال ساعة فالآن صارت أضعافاً مضاعفة ،، فقد تفاجأ أن تجد في بعض الإدارت ازدحاماً كثيراً على مكتب هذا الموظف الوحيد المخول بتقديم الخمة ولا تجد هناك من يساعدة أبداً ، فتجد الموظف يقوم بالرد على الاستفسار والتصوير والطباعة وغير ذلك من الأمور التي لا يؤديها حتى خمسة أشخاص فضلا عن شخص واحد ليتموا ذلك ،،، فالإدارة الناجحة هي التي تعيد تخطيط وإدارة مواردها البشرية من جديد وتضع العدد المناسب من الموظفين في الإدارة المضغوطة بالمراجعين ووضع حلول سريعة في حالة وجود تكدس ومراجعين بكثرة في أي لحظة من اللحظات ،،، أذكر أني في أحدى المرات ذهبت لمراجعة أحد البنوك في أثناء دراستي بكندا لصرف شيك خاص بي فوالله لم تأخذ العملية مني أقل من ثلث ساعة منذ دخولي ،،، فقد كان هناك موظفين اثنين في قسم الصرافين وثلاثة بخدمة العملاء ولما لاحظوا وجود عدد من العملاء مصطفين بطابور لا يتجاوزون العشرة أشخاص قام موظفي خدمة العملاء الذي ليس معهم أي عميل لخدمتة وتوجهوا لصالة الصرافين لتقديم الخدمة للمكان الذي به عملاء أكثر وأنا في محافظة صامطة حينما ذهبت في مرة من المرات إلى بنك الأهلي لإيداع مبلغ بسيط جلست من بعد صلاة الظهر إلى أذان العصر حتى أتمكن فقط من الإيداع والسبب وجود موظف واحد فقط يقدم الخدمة والعملاء يتجوزون الخمسين عميل ،،، وهذا المنوال وجدته في الكثير من الإدارات الحكومية وبعض الشركات الخاصة ،، وإذا جئت تسأل إدارتهم عن قلة الموظفين ذكروا لك المبررات والأعذار التي هي أقبح من ذنب فعلوه في المواطنين فمن الأعذار أن الموظف في إجازة ،، إذا كان في إجازة فأين البديل ،، أو لا يوجد ميزانية و أرقام شاغرة لنوظيف المزيد ،،، إذا لم توجد ميزانية وأرقام شاغرة فأين تذهب الميزانيات المصروفة ،،، أو العذر الغريب إذا كانت هناك ميزانية ولكن لم يوظف أحد من العاطلين عن العمل والذين هم بالآلاف فأين صرفت بالفعل الأموال التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمرة لخدمة المواطنين ،،، الموضوع يطول كثيرا وتخطيط الموارد البشرية من المواضيع التي تأخذ الأولوية في الإدارت الحديثة المعاصرة لمن يسعى لأن تكون إدارته إدارة ناجحة بكل المقاييس ،،، ماجد حرمل – عضو هيئة تدريس بجامعة جازان http://harmal.wordpress.com/ [email protected]