-------------------------------------------------------------------------------- فلننظر ماذا حققت المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي وماحققته المقاومة الوطنية اللبنانية وكثير من أشكال المقاومة بالعالم لكن المقاومة الفلسطينية لم تحقق نجاحاتِ وفق الأاهداف التي من أجلها قامت, وذلك للأسباب التالية: 1- تعدد فصائل المقاومة وتوجهاتها وارتهانها لأنظمة عربية فمثلا حركة فتح انسلخ أبوموسى (بفتح الانتفاضة) الجبهة الشعبية... الجبهة الشعبية-جورج حبش. القيادة العامة- أحمد جبريل والمقاومة ذات التوجه الديني الجهادي حماس والجهاد إضافة لاصطدام كثير منها بدول عربية فاعلة والبعض انتهج النموذج اليساري مابين ماركسي وشيوعي والبعض قومي... إضافة لمحاولات بعض الحركات المقاومة بسط نفوذها الأمني والسياسي على الأردن وبعد اتفاقية القاهرة على لبنان ........ 2- إسرائيل لم تكن دولة قبل تسليمها فلسطين بموجب وعد بلفور ولذلك فهي بنت استراجيتها على التوسع وفتح جبهات صراع لتساوم بها لضمان انفرادها بفلسطين حتى بعد اتفاقية أوسلو كان مكسبها كبيرا إذ استطاعت فرض واقع سياسي بما يسمى بالسلطة الفلسطينية تطبِق عليها إسرائيل وتحيطها بالمستوطنات وتتحكم في أجوائها وبحرها ومنافذها البرية .. ثم خرجت مما كانت تسمية مستنقع غزة إلى أن قضت على رموزحماس وكبلت السلطة الفلسطينية والمنظمات المنضوية تحت لوائها وسمحت لرؤسائها بالدخول ,اطبقت عليهم وصفت من صفت جسديا أو بالمعتقلات وفرضت نوعية تسليح أجهزة السلطة الأمنية وتقوم هي بجباية مداخيلها وتحولها بالقطارة إليها مما صعب مهمة التفكير في مقاومة جدية.............إلى أن فرضت هدنة على حماس بعد أن فرضت السلطة تقييد الأجنحة العسكرية التابعة لفتح وبافي الفصائل التي دخلت في العمل السياسي بعد أوسلو 3-محدودية مساحة التحرك للمقاومين وسرعة رصدهم واصطيادهم نعم لقد نجحت العمليات الانتحارية أو الاستشهادية في بث الرعب ولكنها لم تحقق نتائج على الأرض لذلك أسماها محمود عباس (عبثية)! فالعبرة لديه بما حققته وموازنته مع ماخسرته من شهداء وتدمير دون تحرير سنتيمتر واحد سوى غزة التي هي في الأساس كانت تشكل مع وجود قوات إسرائيلية بها مصاعب لها لضيق مساحتها وكثافة سكانها الفلسطينيين الذين يصطادون جنودها ولوضعها الديموغرافي الفريد إذ تعد أكثر مناظق العالم كثافة بالسكان بالمقارنة مع مساحتها.. وعند انسحاب إسرائيل منها كانت سيطرتها محكمة عليها أفضل من بقائها داخلها. 4- ومع انسجام الموقف العربي بكامله بدءا من الدولة السورية إلى جميع الدول العربية اختاروا خيار السلام والأرض مقابل السلام ومالمبادرة العربية إلا آخر مايقدمه العرب ولقد قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمؤتمر القمة الإقتصادية العربية بالكويت لن تستمر هذه المبادرة للأبد تنتظر قبول إسرائيل والمجتمع الدولي(لن تستمر على الطاولة) وهناك وسائل أخرى بعد أن تستنفذ كل السبل أو كما قال. والأدهى من ذلك حالة التشرذم الفلسطيني الفلسطيني هو أس البلاء إذ ليس هو نتاج أوسلو فقط أو صراع حماس والسلطة بل منذ قيام المقاومة الفلسطينية وهي لها أكثر من عشرة رؤوس وخلافات وتصفيات حتى على مستوى الفصيل الواحد كما أسلفت بداية. وجدير بالذكر أن أهم عقبات المقاومة وعوائق السلام هو توحد الكلمة والموقف لدى القيادات الإسرائيلية التي تختلف على تسيير أمور الدولة في الشؤون الداخلية ولكنها في الموقف من امتهان الحق الفلسطيني والبطش بالمواطنين والقيادات الفلسطينية باتفاقٍ تام وفي السياسة الخارجية لاخلافات تذكر واستراتيجاتهم تتمحور على شقين هما: 1- السلام هو ماتراه إسرائيل وماتقرره ولاتسمح حتى لأكبر داعم ٍ لها وهي أميركا وهذا ما اتضح من عجز أوباما على تسويق مبادرته الخاصة بتجميد المستوطنات وهاهو يسوق النظرة الإسرائيلية لإطلاق المفاوضات وليس حسب خطته وقناعاته وبغير ماوعد العرب والفلسطينين به. 2- أن إسرائيل أساسا تخشى السلام ولذلك تعوقه وتتمترس بالأسلحة والتسليح النوعي الذي تراه أكبر مكسب لها لتستمر في فرض هيمنتها أفضل من ولوجها بسلام يقيدها بحدود أدنى من طموحاتها... لذلك هي تفضل البقاء في حالة حرب دائمة لضمان وجودها وبموازات ذلك تلعب على التناقضات الفلسطينية وخلافاتها المتجذرة عبر أكثر من ستين عاما وكذلك على تخلف العرب عموما تقنيا وصناعيا وحتى زراعيا عن الدولة العبرية... ونختم أنه من المؤكد أن صاحب الحق سيكون هو المنتصر في النهاية وهم أهل الأرض والحق ولقد كانت هنالك الانتفاضة الفلسطينية وحدها هي التي نجحت لأن مصدرها الشعب ولماتلقفتها القيادات وجيرتها لحسابها تم اجهاضها عبر أوسلو بعد تصفية داعميها بالخارج من أبي جهاد وصلاح خلف لواستمرت دون ركوب موجتها من قبل قيادات بعينها دفنتها لاحقا ودفنتهم إسرائيل بدمٍ بارد. هل تعود في هذه الظروف انتفاضة أخرى نعم لكن متى الله أعلم ستتلاشى دولة الباطل (إسرائيل وتتآكل من داخلها) المهم في ذلك توحيد الصف الفلسطيني والتمسك بما أمر الله به سلوكا ومنهجا.قال تعالى إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.... ) فهذا هو المرتجى والمأمول.. محمد المنصور الحازمي