المتتبع لمشهد التيارات الفكرية في المملكة سيجدها صورة مستنسخة من التيارات المشابهة في العالم العربي وخصوصا في مصر . فيما بعد الحملة الفرنسية حيث نشطت البعثات المصرية الى فرنسا وكان نتاج ذلك ظهور التنويريين امثال رفاعة الطهطاوي مرافق البعثات وطه حسين خريج السربون حيث بدأت فكرة هذه التيارات بعيد عودة البعثات ومحاولتهم تطبيق ما تعلموه من الغرب لشغفهم بالثقافة الغربية فقام في وجه اولئك المثقفون مجموعة اخرى هم المتدينون والذين تسموا باسم جماعة الاخوان المسلمين وتصدوا لذلك بكل الوسائل متخذين التكفير سلاحا يصمون به من يخالفهم بل تعدى الامر ذلك الى تصفية بعضهم , وما اشبه الليلة بالبارحة فقد ظهر لدينا مثل هذين التيارين في الثمانينات (ولا يزال الى يومنا ) عندما عاد مبتعثونا مسلحين بثقافات اجنبية وعندهم الطموح في النهوض بالبلد ومسايرة الاخر في نظمه وسياساته الانفتاحية والنهضوية والتي رأوا انها انحج الطرق للحاق بركب الحضارة الغربية فتصدى لهم التيار الصحوي الاسلامي المتشدد الاقصائي الذي وقف بحزم في وجه هؤلاء محذرا من خطر هذه الافكار العلمانية والليرالية كما يزعمون وهذا التيار المتشدد ما هو الا نسخة من جماعة الاخوان المسلمين وهل ننسى اعتماد وزارة التربية والتعليم في حقبة مرت على الاستعانة بالاخوة المصريين في مدارسنا وكان الكثير من هؤلاء المعلمين متشربين الفكر الاخواني وقد اثروا كثيرا في طلابهم فيما بعد . والمتابع للتيارات الحالية في المملكة حاليا سيجد انها تنقسم الى اربعة تيارات هي : تيار اسلامي متشدد اقصائي ينبذ كل من يخالف افكاره ومتقوقع لا يريد التغيير ولو كان هذا التغيير ايجابيا والتيار الاخر هو التيار الاسلامي المعتدل الذي يوازن بين الامور يريد التغيير مع المحافظة على ثوابتنا الاساسية . في الجانب الاخر نجد التيار الليرالي ينقسم هو الاخر فريقان : فريق يدعو الى تقليد الغرب بكل ما فيه ومشككا احيانا حتى في بعض المسلمات وهذا الفريق لا يوافقه عامة الناس مهما كانت مبرراته والفريق الاخر ليبرالي معتدل يدعوا الى التغيير مع المحافظة على المعتقدات والمسلمات 0 والسؤال الملح هو الا يتفق المعتدلون من كل فريق ويتحدوا يدا بيد للنهوض والتغيير الذي يخدم المواطن في دنياه واخراه ؟ علي الشهري