عقد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ومرشد «الإخوان المسلمين» الدكتور محمد بديع، لقاءً غير مسبوق في مقر مشيخة الأزهر أمس، «أظهر تناغماً واتفاقاً على العمل في مجابهة التشدد والمذهبية». وشارك في اللقاء إلى شيخ الأزهر ومرشد «الإخوان»، وزير الأوقاف الدكتور عبدالله الحسيني، ورئيس جامعة الأزهر الدكتور أسامة العبد، والمرشد العام السابق ل «الإخوان» مهدي عاكف، وعضو مكتب إرشاد الجماعة الأستاذ في جامعة الأزهر الدكتور عبدالرحمن البر. وعقب اللقاء الذي استمر نحو نصف ساعة، قال الطيب إن «جماعة الإخوان لم تكن يوماً بعيدة عن الأزهر، وبين أساتذة الجامعة والمعاهد الأزهرية من ينتمون إلى جماعة الإخوان ويعملون بصفتهم أزهريين»، مؤكداً وجود «قواسم مشتركة تجمع الأزهر والإخوان لتوحيد الخطاب الإسلامي وتجديده، ونشر الفكر المعتدل المتسامح الذي يمثله الأزهر، ووقف الفتاوى المتشددة، والبحث عن تأسيس خطاب إسلامي، وإنهاء المذهبية ودعاوى التكفير والبدع التي تنتهجها بعض التيارات والحركات الإسلامية». وأشار إلى أن مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن «لن يقضي على الإرهاب، النابع أصلاً من ممارسات إسرائيل التعسفية، وإن حل المشاكل في العالم يتمثل في إقامة العدل وعدم الكيل بمكيالين، كما يفعل الغرب في بعض القضايا». وأوضح أن «الأزهر بفكره المعتدل هو الوعاء الذي يضم كل العاملين في حقل الدعوة الإسلامية». وطالب جميع التيارات الإسلامية بالمشاركة في المؤتمر الذي يعقده الأزهر تحت عنوان «نحو مستقبل مصر»، لوضع «خطاب ديني معتدل يعمل على لمِّ شمل المسلمين في العالم»، مضيفاً أنه اتفق مع مرشد «الإخوان» على «استثمار القواسم المشتركة من أجل نشر الدعوة الصحيحة لمواجهة الفكر المتشدد». من جهة أخرى، أكد بديع «دعم الجماعة للأزهر واستقلاله التام، ليتمكن من أداء رسالته الدعوية التي تقوم على الوسطية والاعتدال ومواجهة التشدد»، مشيداً ب «دور الأزهر للدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية». وقال إن «جماعة الإخوان ستعمل تحت مظلة الأزهر من خلال القواسم المشتركة بين الجانبين»، واصفاً اللقاء ب «المتميز لمصلحة الأمة الإسلامية». وحذر من «التنازع الفكري، الذي يضر بوحدة الأمة الإسلامية»، مشدداً على أن «السبيل إلى المستقبل هو التوحد والإجماع على المنهج الوسطي الذي يمثله الأزهر». وجدد رفض جماعته العنف والإرهاب والمنهج المتشدد وهدم الأضرحة، قائلاً إن «الإخوان تمثل الفكر المعتدل والجسم المتحرك للدعوة الإسلامية، وستعمل مستقبلاً مع الأزهر لنشر الدين الصحيح».