وردت في كتب صينية قديمة قاعدة تقول: (إذا أردت أن تعرف ما يحدث داخل الجسم فعليك أن تراقب ما يظهر على السطح). وأجد بهذا الإسقاط مناسبة لدرجة كبيرة لتطبيقه – ك قياس – على العديد من القضايا التي تدور أحداثها على مسرح الحياة.. ومنها قضية العَضْل التنموي التي يعاني منها هذا الطرف أو ذاك.. وما يظهر على (سطح) تلك الأطراف من تواضع لمستوى الخدمات وتصلب لمشاريعها التنموية, إنما هو انعكاس طبيعي لما يحدث داخل (جسم) صاحب السعادة الذي يشغل منصب الإدارة (العَاضِل) لكل ما من شأنه تطور إدارته وتحسن مستوى خدماتها لمصالح شخصية ومادية بحته.. وهذا النوع من (أصحاب السعادة) لا تقتصر معرفتنا لهم بالطريقة الصينية فقط, بل هناك طريقة أخرى تعتمد على فرز وتحليل سلوك المعية (الجوقة) المرافقة لسعادتهم والتي لا تخلو بأي حال من الأحوال من شخص احترف مهنة (التطبيل) لهذه النوعية من المسؤولين الحريصين على تواجده, كونه يمثل – أي الطبّال – العامل الأهم الذي يسهم باستمرار سعادته بمنصبه لأطول فترة ممكنة, بإتقانه للتطبيل وبإيقاعات متعددة حسب ظرفية المكان والزمان, ولتفننه بتسريع وتخفيف وتيرة الإيقاع حسب ما يقتضيه الموقف وبالشكل الذي يضمن للمسؤول مداراة السوءات التي يرتكبها بحق الوطن والمواطن.. وبتطبيلهم هذا كمن يداري (.....) بنحنحة. فكم من صاحب سعادة جلب التعاسة لمحيطه الإداري وللمجتمع الذي اؤتمن على خدمته بعضله للتنمية والتطوير؟! ومتى سترتاح آذاننا من نشاز مطبليهم (المرتزقة)؟! وإلى متى ستضل تلك الضمائر بمنأى عن الوخز؟ وهل يظنون أن الله غافل عما يفعلوه؟.