غمرتني مياه الطوفان الذي يحل كل لحظة علينا ويأخذ من يأخذ .. غمرتني بعد ان رأيت الأعاصير البراكين تهدم الجبال الراسيات .. أخذني الطوفان وحيدا ليس معي سوى شراع ابيض .. تلحفت به ولا اعرف كيف .. ثم انزلتني تلك الدوامات الي الاعماق فأستقريت وحيدا ايضا لا ارى شيئا فالظلام حالك .. لا املك شيئا وقد تركت كل مالدي من اموال مخزنة في البنوك جاءت عن طريق رشوة او نصب وربما بعضها من عرق الجبين .. تركت سياري اخر موديل .. وبيتي الذي بنيته ظلما في ارض تلك العجوز المسكينة .. وسريري المائي .. نظارتي وتذاكر السفر لاوروبا في موعد الاستجمام الشهري .. وكذلك كل العقار والاراضي والمزرعة ومسبحها .. تركت اهلي وزوجتي واولادي وكل اصحابي رفقاء السهرات والليالي الحسان .. أخذني الطوفان وغمرتني المياه ولم ادرك ان المصاب جلل والواقعة وقعت .. وان الارض دكت دكا دكا .. كل ذلك وانا لا اعلم ولم ادرك .. بل ادرك .. ولكن غرتني الحياة .. اخذني الطوفان وموازيني خفيفة .. رحلتُ وتركتُ كل شيء ولم يبق شيء تتعثر الكلمات وتتباطأ الخطى وينطق الماضي والحاضر والانسان : ياحسرتا على مافرطت في جنب الله . ماجد عثمان الخولي