قادت إجازة عيد الفطر المبارك إلى زيادة الطلب على الاستراحات الزراعية بمنطقة حائل (شمال السعودية)؛ حيث عمدت الأسر إلى قضاء الإجازة فيها وسط الحقول بعيدا عن ضوضاء المدن وصخبها، وصلت نسبة إشغال الاستراحات والنزل الريفية خلال أيام عيد الفطر المبارك إلى 100%. اللافت هنا اجتماع أسر عدة في استراحة واحدة وسط تنظيم برامج وفعاليات مختلفة. وبرز، منذ عدة سنوات، توجه عدد من المزارعين مدعوما بمغريات النمو السياحي المتصاعد، الذي تشهده منطقة حائل، التي تعد من أبرز المناطق السعودية في خصوبتها الزراعية، إلى الاستثمار السياحي، خصوصا بعد النجاحات التي حققتها منطقتهم في احتواء عدد من المهرجانات والفعاليات السياحية. ويؤكد هنا بندر الأحمر، زائر من مدينة بريدة، أن أجواء منطقة حائل وفعاليات العيد وتميزها في الجانب السياحي قادته لزيارة خاطفة لقضاء وقته بعيدا عن صخب مناطق أخرى. وقال بندر: إن الاستراحات والنزل الريفية هي إحدى وجهاته لقضاء بعض الوقت بها وسط الحقول والمزروعات وفي بيئة نقية. وشدد على أن استراحات مزارع حائل تحظى بسمعة واسعة ولها زوار من مختلف المناطق. إلى ذلك، يبين نايف فريح الشمري، صاحب استراحة زراعية، أن الأسعار تختلف وفقا للاستراحات وعناصرها ومساحتها وموقعها ولا تتجاوز أغلبها ألف ريال. وأكد نايف أن الحجوزات للعيد بدأت منذ منتصف شهر رمضان؛ حيث تقضي مجموعة من الأسر إجازاتها في الاستراحة، وهناك زوار من الرياض والدمام والقصيم يقضون الإجازة في وسط المزارع وبين الحقول بعد أن تواصلوا مسبقا مع ملاك هذه الاستراحات بقصد التأجير. وقال الشمري إنه منذ ثاني أيام العيد ارتفعت معه نسبة الإشغال 100% في هذه الاستراحات. وأبان نايف أن هذه الاستراحات بدأت تنافس الشقق المفروشة والفنادق بعد توجه شريحة كبيرة من زبائنها لما يجدونه من خدمات وسط بيئة ريفية وزراعية هادئة. في هذا الجانب، أكد خالد الباتع، رئيس جمعية مزارعي حائل، أن مساهمة النشاطات السياحية التي شهدتها المنطقة كانت النقطة الأساسية لتوجه المزارعين لتغيير أنشطتهم، لما لمسوه من عوائد مالية «مجزية»، بالإضافة إلى ما تمتلكه حائل من مقومات سياحية. وقال الباتع: «إن المدخولات العالية في الجانب السياحي أغرت المزارعين، خصوصا ممن يعانون مشكلات مالية إثر تراكم القروض على مشاريعهم، تزامنت مع مشكلات تسويقية تسببت في توقفهم عن الزراعة واستثماراتها، خصوصا في المناطق الريفية الواقعة شمال حائل». وأشار الباتع إلى تحول المزارعين إلى مشاريع سياحية، خصوصا من مزارعي الزراعات الحقلية، داعيا، في الوقت ذاته، المزارعين المتعثرين للتحول للاستثمار في المجال السياحي، الذي سيكون أجدى، ويحقق لهم عوائد عالية؛ نظرا للنمو المتزايد في القطاع السياحي بالمنطقة. من جانبها، تستهدف الهيئة العامة للسياحة والآثار الاستراحات والنزل الريفية بهدف تطويرها ووضع برامج للسياحة والنزل الريفية، وهي من الأنماط التي تشهد نموا في السعودية، وبحسب إحصاء للهيئة العامة للسياحة والآثار هناك أكثر من 250 ألف مزرعة تسهم بتحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية وبيئية على المناطق الزراعية وتسهم بتلبية رغبات السياح من المواطنين والمقيمين والأجانب الراغبين في الاستمتاع بتجربة الحياة الريفية في المزارع.