تتماهى الهيئة العامة للسياحة والآثار مع رغبات وخيارات السياح الباحثين عن قضاء إجازاتهم، بعيداً عن صخب المدن وتلوثها ممن يؤمنون بأن الهدوء والنقاء البيئي أهم ركيزتين في السياحة، ولذلك تدعم السياحة الريفية المتوافر في البيئات الزراعية بمجموعة من الحقائب الاستثمارية، وتدرس اقتصادياً تنفيذ ثلاثة أنماط من النزل البيئية (صحراوي، ساحلي، جبلي)، كما أصدرت الهيئة دليل الإرشادات الفنية لإقامة النزل السياحية البيئية، وآخر لإقامة الاستراحات الريفية، وثالث للراغبين في الاستثمار في هذا المجال. وتعد مدينة الطائف نموذجاً حياً على تطور السياحة الريفية، بتنوعها البيئي وغطائها الزراعي الكثيف، وقدرة الأهالي على استغلال طبيعة المنطقة، بإقامة المزارع على المصاطب بالمنحدرات، وبناء المنازل من الخامات المتوافرة، لتندمج مع محيط المكان، وتقلل من التشوه البصري، إضافة إلى ثرائها التراثي، فما زال الريف زاخراً بالحرفيين وممارسي المهن التقليدية، والمزارعون يزودون أسواق الطائف بالجبن البلدي والإقط والعسل والسمن البري والمشغولات اليدوية، التي تنتجها القرويات بمهارة عالية، والحفلات والمناسبات تتعالى فيها أهازيج القرويين وألوانهم الشعبية التي تصطبغ بطابع منطقتهم. وأكد نائب الرئيس المساعد لتطوير المواقع السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس أسامة بن سعيد الخلاوي، أن تبني الهيئة لهذا النوع من السياحة يدعم الاقتصاد المحلي، من خلال تنويع المنتج السياحي وتنشيط الحركة السياحية، وتوليد فرص عمل جديدة في المزارع التقليدية في المناطق الريفية، إضافة إلى مشاركة الأهالي في إبراز التراث الثقافي، مثل الحرف التقليدية وطهي المأكولات الشعبية والتقليدية، وأشار إلى أن السياحة الريفية على المستوى العالمي تعد أسرع قطاعات صناعة السياحة نمواً، إذ تقدر نسبة نموها بنحو 10 إلى 15 في المئة من إجمالي الإنفاق السياحي العالمي. وكشف أن الهيئة حالياً تعمل على دعم بعض المستثمرين المؤهلين بالقيام بتنفيذ التصاميم الابتدائية ومخططات المواقع العامة على أراضيهم الخاصة، وأن التطوير الذي سيشهده المحور السياحي الهدا/ الشفا في محافظة الطائف سيشكل حجر أساس رئيسي في تطوير الاستراحات الريفية، خصوصاً في المزارع القائمة، ما يجعلها تحقق عوائد اقتصادية إضافية لملاك المزارع، على شرط أن يتم تطوير المزارع سياحياً، مع الحفاظ على مواردها الطبيعي. وأوضح محافظ الطائف رئيس مجلس التنمية السياحية فهد بن معمر، أن تنمية المجتمعات المحلية من الأهداف الرئيسية للهيئة العامة للسياحة والآثار، خصوصاً أن الطائف بعراقتها وتاريخها الحضاري والسياحي واحتضانها لقرابة 2000 قرية زراعية تستقطب أعداداً كبيرة من السياح كل عام، «ما يجعل الحاجة إلى توفير خدمة الإيواء البيئي والريفي أمراً يحظى بالأولوية»، مؤكداً أن الاهتمام بتوفير النزل البيئية والاستراحات الريفية سيسهم في تحسين البيئة العمرانية بالقرى، ويوفر للسائحين اختيارات عدة. ولفت أمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج إلى أن مشروع وجهة الهدا والشفا السياحية، الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والآثار بالاشتراك مع وزارة الشؤون البلدية والقروية يتم عبر استغلال المحور السياحي بين الهدا والشفا بيئياً وجغرافياً، وزيادة فرص التنمية البيئية وتنمية التراث الثقافي للطائف، وتطوير القطاعات الاقتصادية المهمة. وأكد انه سيهتم بالنزل البيئة والاستراحات الريفية.