تشكل الاستراحات والمزارع والنزل الريفية الخيار الأمثل للباحثين عن قضاء عطلة قصيرة خلال نهاية الأسبوع، أو الإجازات النصفية، وكذلك الإجازات الصيفية بعيدًا عن صخب المدن وتلوثها، وهي تعد من الأنماط السياحية الحديثة في المملكة، وأوضح المهندس أسامة بن سعيد الخلاوي نائب الرئيس المساعد لتطوير المواقع السياحية في الهيئة العامة للسياحة والآثار، أنّ النزل البيئية «هي اسم مستحدث لمنتج سياحي معتمد على عنصر الطبيعية، تتم فيه تنمية وإدارة النزل البيئية بشكل يتناسب مع مقومات البيئة والخصائص البيئية للمنطقة التي تحدد نوعية وملامح النزل المناسبة، حيث يستفيد زائرو النزل من معايشة التجربة البيئية المستمدة من المقومات الطبيعية للمنطقة، إذ إن السكان المحليين بالمنطقة التي تحدد نوعية ملامح النزل المناسبة يشكلون أهم مكونات البيئة المحلية، كما أن خصائصهم وثقافاتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم يعتبر من أهم مقومات السياحة البيئية الريفية، وهو ما يمثل مصدر جذب سياحي إضافي». وتشمل الاستراحات الريفية المنتشرة في أنحاء المملكة، وأطراف المدن الرئيسة، كما تشمل المتنزهات والاستراحات المخصصة في الحقول الزراعية بالطائف والقصيم والأحساء وجازان، وغيرها، كما تشمل النزل البيئية بين الغابات والمحميات في عسير والمدينة المنورة ونجران وغيرها، ويستطيع السائح أن يقضي عطلات لا تُنسى في أجواء سياحية تتسم بهدوء البيئة الريفية النقية. وأضاف المهندس الخلاوي: أولت الهيئة العامة للسياحة والآثار هذا النوع من السياحة اهتمامًا كبيرًا عبر إعداد مجموعة من الحقائب الاستثمارية التي تتضمن دراسة جدوى اقتصادية أولية لتنفيذ عددٍ من المشاريع، تمثل ثلاثة أنماط من النزل البيئية (صحراوي، ساحلي، جبلي)، كما أعدت الهيئة دليل الإرشادات الفنية لإقامة النزل السياحية البيئية، وآخر لإقامة الاستراحات الريفية ودليل المستثمر خاص بالراغبين في الاستثمار في هذا المجال عن طريق مقر الهيئة، أو عبر الأجهزة السياحية بالمناطق. ويشير المهندس أسامة الخلاوي إلى إنّ الهيئة توفر العديد من سبل الدعم للمستثمرين في السياحة الريفية، ومنها تزويد المستثمر بقائمة من المواقع السياحية المؤهلة لإقامة مشاريع النزل البيئية والاستراحات الريفية، التنسيق مع الشركاء لتسهيل إجراءات منح التراخيص اللازمة، وتقديم المساندة الفنية أثناء قيام المستثمر بإعداد التصاميم الهندسية، ومراجعة دراسة الجدوى الاقتصادية المعدة من المستثمر، وإدراج المشروع ضمن الخرائط السياحية وبرامج الزيارة، وإدراج المشروع ضمن الحملات التسويقية. وأشار الخلاوي إلى أنّ الاهتمام الملحوظ في مناطق المملكة المختلفة بهذا النوع من السياحة يبرز بوضوح في مدينة الطائف كنموذج حي على تطور السياحة الريفية، لما تتمتّع به من تنوع بيئي وغطاء زراعي كثيف، حيث يمتد الريف الطائفي على مساحة رحبة من خلال استغلال الأهالي منذ القدم طبوغرافية المنطقة التي تغلب عليها الطبيعة الجبلية، فأقيمت المزارع على المصاطب بالمنحدرات، وبنيت المنازل من الخامات المتوفرة بالمكان لتندمج مع محيط المكان وتقلل من التشوه البصري.