حقق القطاع الزراعي في منطقة حائل خسائر بلغت أكثر من 75% من الدخل الذي كان عليه القطاع خلال السنوات الماضية، فبينما كان العائد السنوي للمزارعين في المنطقة أعلى من مليار وثلاثمائة مليون ريال أصبح حالياً أقل من مائتين وخمسين مليون ريال، وشكلت هذه الخسائر انعطافا جديداً للمزارعين بالاتجاه إلى مسارات تعيد للقطاع أرباحه السابقة بتحويل الكثير من المزارع إلى زراعة الأعلاف والتي ارتفعت أسعارها بشكل كبير، وهو ما أفرز نشاطا جديداً لمستثمرين لجأوا من خلاله إلى استئجار عدد من المزارع التي توقف أصحابها عن الزراعة بسبب عدم جدوى زراعة القمح نظراً لارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية ووصوله إلى أكثر من تسعين هللة للكيلو بالمقابل شراؤه من الصوامع بما يقارب لهذه القيمة بعد خصم الشوائب والزكاة وهو ما يعني أن المزارع لا يجني أي ربح سوى التعب والانتظار. ويقول المزارع سعود الشمري: إن الزراعة في حائل تعد المورد الاقتصادي الأول للمنطقة كونها منطقة زراعية ويشتغل أكثر من ثلثي سكانها في مهنة الزراعة أو المجالات التي تتعلق بها. وأضاف: إن خسائر قطاع الزراعة في منطقة حائل والمناطق الزراعية في المملكة في تزايد وتكبد الاقتصاد الوطني خسائر مضاعفة نظراً لعدم الاستفادة القصوى من البنية الزراعية العملاقة التي أنفقت عليها الدولة مليارات الريالات ودعمتها بسخاء خلال السنوات الماضية. مشيراً إلى أن المزارع أصبح يعيش وضعاً صعباً بسبب كثرة العوائق التى تحول دون استمراره في الزراعة، ومنها تزايد مديونياته للبنك الزراعي وللقطاعات الأخرى التي استدان منها ولم يتمكن حتى الآن من السداد، مطالباً بإيجاد حلول جذرية لذلك. في حين قال مدير عام الزراعة بمنطقة حائل المهندس سلمان الصوينع: التوجه السائد حالياً هو زراعة الأعلاف، والمزارع هو من يحدد الاتجاه الأنسب له دون تدخل من أي جهة، فهو الذي يحدد ذلك وفقاً لحسابات الربح والخسارة، وأضاف: هناك من اتجه لزراعة البرسيم وزراعة الخضار بعد ارتفاع أسعارها في السوق، ويترقب السوق الخليجي والمحلي انطلاق أعمال مشاريع مدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية التي أعلن عن أن مشاريعها الاستثمارية والصناعية تتركز في مجال خدمات النقل اللوجستية والاستثمار في قطاع التصنيع الغذائي الذي يستفيد من المزايا النسبية لمنطقة حائل زراعياً ويعده عدد من المختصين أحد أهم الحلول القادمة فيما أشار إبراهيم الصانع أن الأهم أن تكون هناك خطة شاملة تتبناها الدولة من اجل الحفاظ على البنية الزراعية الكبيرة في منطقة حائل ومساعدة المزارعين في تجاوز أزمة الخسائر التي تحاصر القطاع الزراعي ككل. وقال: إن استمرار نزيف الخسائر في هذا القطاع سيضاعف من خسائر الاقتصاد المحلي ويزيد من صعوبة إحياء مشاريعه مستقبلا حينما تتغير الظروف المحيطة وتزداد أهمية الإنتاج الزراعي المحلي لمقابلة المتغيرات العالمية من حولنا، وقال حمود التميمي: هناك مناطق زراعية في المملكة ومنها حائل تحتاج إلى تبني إستراتيجية مختلفة من الوزارات المعنية والتخطيطية لأن تكون مناطق تحوي مشاريع زراعية ذات بعد أمني غذائي لمواجهة كل الاحتمالات المستقبلية وتمد مناطق المملكة من الإنتاج الزراعي في أي وقت.