استطاعت المهرجانات والفعاليات السياحية التي تستضيفها منطقة حائل، شمال السعودية، استقطاب شريحة من شباب المنطقة، وخاصة ممارسي الهوايات الخطرة، بتوظيفها بعد تنظيم أنفسهم والترويج لحركاتهم الخطرة من خلال هذه المهرجانات وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي. وقبل أن تختتم فعاليات مهرجان صيف حائل «حائل عزوتي»، قام المنظمون باستقطاب أبرز ممارسي أصحاب الهوايات الخطرة المعروفين في المنطقة، ويبرز منهم اسم «المستحيل»، وهو لقب للشاب علي العنزي، في منتصف العشرينات من العمر، أطلق عليه هذا اللقب لما يقوم به من حركات خطرة وصعبة، حيث اشتهر العنزي باستعراض السيارات، لا سيما في عملية السير بالسيارة على عجلتين فقط. وجذبت هذه العروض، التي أقيمت مساء الثلاثاء الماضي، آلاف المشاهدين، وأثارت عروض المستحيل البعض نتيجة لعدم استخدام العارضين لأدوات السلامة، معتبرين في ذلك تشجيعا سلبيا لممارسي هذه الهويات، وطالبوا بتوعية أقرانهم بخطورة ممارسة هذه الهويات في مواقع غير مخصصة، ومن دون أدوات السلامة. إلى ذلك، قال نايف العنزي، الذي يلقب محليا ب«المستحيل»، في بيان صحافي بثته اللجنة الإعلامية لمهرجان صيف حائل، إنه يستمتع بممارسة هذه الهواية، خصوصا أنها أصبحت تحت مظلة جهة رسمية، ونصح الشباب بأن يبتعدوا عن إثارة الفوضى وتطبيق هذه الهواية في الشوارع، لأنها هواية يجب أن تكون تحت قيود معينة ولوازم سلامة خاصة، ناصحا إياهم بألا يكون التطبيق الأعمى هو غايتهم، مطالبا بتطويرها تحت مظلة رسمية بعيدا عن مخالفة الأنظمة المرورية. يذكر أن منطقة حائل لا تضم ناديا متخصصا للسيارات، أو حلبة يمارس بها الشباب هواياتهم الخطرة، علما أن المنطقة تستضيف «رالي حائل الدولي» منذ ستة أعوام، وهو الذي يشهد إقبالا كبيرا على فعالياته من أهالي المنطقة ومن خارجها، ومن بعض دول الخليج العربي. كما يمارس شباب المنطقة هواية «التطعيس»، بشكل أسبوعي على تل رملي يبعد 50 كيلومترا شمال غربي حائل، حيث صُنف هذا التل من قبل الاتحاد السعودي لرياضة السيارات، ويعد أطول «تل» في الخليج، وفي نهاية كل أسبوع يشهد زحاما شديدا بمرتاديه من داخل وخارج المنطقة، علما بأن الموقع يفتقر للخدمات الأساسية، على الرغم من الوعود التي قطعها مسؤولون في المنطقة للشباب بتوفير هذه الخدمات. ويدين عدد من شباب حائل بالفضل للفعاليات السياحية التي تقام في المنطقة، حيث أدخلت هذه الفعاليات ثقافة العمل في أوساط الشباب، وعززت من مداخيلهم المالية، حيث انخرط البعض في أعمال الميكانيكا وتعديل السيارات، في حين يعمل عدد من الشباب في مهن موسمية خلال فترات الفعاليات، كما قام عدد منهم باحتراف هواياتهم الشخصية، كالتطعيس، ليشاركوا في المسابقات المحلية والخارجية. ويمارس عدد من شباب منطقة حائل، هوايات خطرة، منها الرفع بسيارتهم على عجلتين، والقيادة وسط الطرقات الوعرة، وأثار أحد مقاطع الفيديو الذي تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية، حفيظة عدد من الأفراد لخطورة المشهد، حيث يظهر مقطع الفيديو مغامرة أحد الشباب عبر الارتقاء بسيارته على تضاريس أحد جبال المنطقة المتميزة بطبيعتها الصخرية (جبل السمراء)، حتى تمكن من بلوغ قمة الجبل، في مغامرة خطرة قد تكلف المغامر حياته، الأمر الذي أثار استياء بعض المشاهدين، مطالبين بمعاقبة من يقوم بمثل هذه التصرفات، موجهين الدعوة إلى احتواء الشباب، عبر توفير أماكن مخصصة لهذه الهوايات تراعي وسائل الأمن والسلامة.