لم تعد الشهادة أو الخبرة عائقا أمام من ترغب في الحصول على عمل ومصدر دخل بالنسبة لبعض السيدات في نجران، فالمشاريع الصغيرة التي تدار من المنازل فتحت للكثير من النساء نافذة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والكسب المشروع. ويمكن القول إن النساء في نجران تجاوزن مشكلة شح الوظائف والبطالة ورفض عمل المرأة في البيع، بامتهان حرف يدوية تصنع في المنازل وتروج في الأسواق والمعارض المتخصصة، وبذلك تحولت أسرهن إلى أسر منتجة بما يفي بمتطلباتهن المادية ويشغل وقت فراغهن في المفيد. وفي مهرجان ليالي ربيع نجران، شارك عدد كبير من النساء بمشاريعهن الصغيرة، ووجدن من المهرجان فرصة مواتية لعرض وتسويق منتجاتهن المنزلية وإبرازها للمجتمع، وتؤكد بعض المشاركات أن هذه المشاركة كسرت لديهن حاجز الخجل، فأصبحن يشعرن بالفخر وهن يسوقن لمنتجاتهن ومشغولاتهن المنزلية، داعيات كل من تملك مهنة أو موهبة الاستفادة منها كمصدر دخل يجنبهن البطالة. وفي المعرض تجلس أم يحيي لتسوق الخلطات والزيوت والعطورات التي تصنعها بنفسها في المنزل، وتستعين بابنتها الكبرى في بعض الأعمال التي تصنعها، خصوصا في أوقات الإجازات. تقول إنها تصنع خلطات العطارة والتجميل بنفسها كما تصنع قهوة الأعشاب التي تفيد لعلاج القولون والسكر ونزلات البرد، وتعمل زيتا لمعالجة آثار الحروق والجروح وتبريد موضعها مكونا من أعشاب طبيعية مخلوطة بالزيت، كما تقوم بصنع زيت للشعر يعمل على منع تساقط الشعر ويغذيه. وتضيف «أسوق بضاعتي من المنزل عن طريق الأهل والجيران ولجودتها تلاقي إقبالا كبيرا» وترى أن المهرجان فرصة لتسويق بضاعتها والتعريف بها. أما أمل فامتهنت الرسم على الوجه والأيدي في المهرجان، تقول «الرسم هوايتي التي أعشقها كثيرا ولكني فضلت أن أحولها إلى مهنة». وتحترف أمل هذا العمل في المناسبات العائلية مقابل مبلغ رمزي، وتستخدم في ذلك ألوانا خاصة لا تسبب حساسية أو ضررا ببشرة الأطفال، وعن الرسومات المحببة للأطفال تقول «البنات يفضلن رسمه فلة أو الفراشات والأولاد يفضلن سبيدرمان وسوبرمان». وفي مكان آخر من الموقع، تعرض أم راشد مصنوعاتها الحرفية، ومنها المكانس اليدوية والمهاجين والمزابيل بأحجامها المختلفة، وتستخدم في صنعها سعف النخل، كما تعرض طريقتها الجديدة للعصبة النجرانية عن طريق خياطة الغترة والطاقية معا. أما أم حمد وبناتها فيقمن بالعديد من المهن الحرفية داخل منزلهن وبأسعار متواضعة، فمنهن من تعمل كوافيرة أو نقاشة حناء، وأخريات يعملن في تصميم الملابس وخياطتها وتصميم العباءات والطرح وتفصيلها، ومنهن من تعمل في صنع التحف وتغليف الهدايا وتوزيعات المناسبات حسب الطلب، وتقول أم حمد إنها تطمح مع بناتها في افتتاح مركز خاص يمارسن عملهن التجاري بشكل أوسع خارج حدود المنزل. وهناك مجموعة من الفتيات يعملن في مهنة تجميل طاولات الحفلات والكوش وتركيبها بأنفسهن في أماكن إقامة الحفلات، فيما تستغل السيدة (ق. علي) مهارتها في إعداد المأكولات اليدوية بمختلف أنواعها لتحولها إلى مصدر دخل بالنسبة لها.