ليس من رأى كمن سمع، وهي المرة الأولى التي (أتشرف) بحضور رالي حائل الدولي الأسبوع الماضي في عامه السادس بدعوة كريمة من الزميل العزيز دحيم الشبرمي بالنيابة عن اللجنة المنظمة. وفي هذا المقام لابد من الحديث أولا عن (الكرم الحاتمي)، وربما أن هذا الوصف لايفي أهل حائل – رسميا وشعبيا - حقهم في الكرم وطيب التعامل والترحيب والتهليل بكل الضيوف ببشاشة وسعادة، أدام الله عليهم هذه النعمة العظيمة. وعلى الصعيد الرياضي نفخر كثيرا كسعوديين بهذا الرالي وما وصل إليه من مستوى تنظيمي بجهود شباب المنطقة، وهنا أهم مزايا وإيجابيات هذا المنشط الرياضي السياحي الاستثماري، بوجود كفاءات شابة أخذت على عاتقها مسؤولية النجاح بدعم وتأييد ومتابعة وتحفيز أمير المنطقة الأمير سعود بن عبدالمحسن الذي وثق في الكفاءات والشباب كل في اختصاصه فعملوا بإخلاص ورفعوا اسم السعودية من خلال عملهم المنظم بلا كلل ولا ملل، دون أن نغفل دور بعض الخبراء العالميين. لكن الإشارة هنا تعود بنا إلى ذكريات تنظيم بطولات دولية وقارية في كرة القدم بمختلف المستويات، بيد أننا – وللأسف الشديد – غبنا عنها طويلا..!! وبالتالي تدحرجنا للوراء بعيدا، والأسوأ بكثير أضعافا مضاعفة على مستوى الألعاب المختلفة، فهل (نصحو) من غفوتنا؟! وبالمناسبة لو لم يكن رالي حائل ذا قيمة، لما حرص البطل العالمي القطري ناصر العطية على المشاركة وهو الذي للتو حقق رالي (داكار) والفارق الزمني بينهما قصير جدا، والجائزة الكبرى في رالي حائل (مائة ألف ريال) فقط بينما تكلفة سيارته تربو على الثمانية ملايين ريال (مليون ونصف المليون يورو)، تأكدت شخصيا منه في اليوم الأخير. وهنا آتي إلى رسالة أخرى بأن على الشباب السعودي أن يصبر ويثابر كي يصل للعالمية فالعطية أمضى 22 سنة في عالم الراليات ولم يصل للعالمية بين عشية وضحاها ولم تتسابق عليه الشركات العالمية من أول طلة أو عاشر إنجاز، وفي هذا المقام قابلت سعوديين كثر ممن يدفعون من حساباتهم الخاصة أو يقترضون لأجل تجهيز سيارة رالي مقابل (سبعين ألف ريال) والأغلى (ثلاثمائة ألف ريال)، بعضهم محبطون وهم يشاركون للمرة السادسة دون رعاة، وآخرون يطالبون الشركات والمؤسسات بالتحرك ودعم هؤلاء الشباب الذين يتأججون حماسا للاستعداد مبكرا لرالي العام القادم مشيرين إلى تجارب سابقة شعارها (الوعود)..! أيضا لفت نظري عدد الرعاة للرالي من شركات ومؤسسات إعلامية مع بروز لافت جدا للقناة الرياضية، والوجود الفاعل والقوي لمختلف القطاعات الحكومية، وخصوصا على الصعيد العسكري بمختلف المسميات. * لم أكن أتوقع ولو 50% هذه الشعبية الجارفة للتطعيس في تحديات الشباب ومتابعة العوائل، وبدورنا كانت متعتنا مختلفة على هامش الرالي في طائرة مروحية. * تشرفت مع زملاء بزيارة ناديي الجبلين والطائي في وجود العديد من رجالات الناديين تلبية لدعوة كريمة، وخرجنا بالكثير مما يستحق الحديث عنه بتوسع هنا في (الرياض). * لايخلو نقاش على هامش الرالي من قضايا الرياضة الحالية والمرحلة الانتقالية، وكرة القدم ومداخيل الأندية، وبالتأكيد لنا وقفة أوسع. * شكرا (مليون)، أنقشها على الجبال الراسيات في حائل لكل من التقيتهم وحظيت بحبهم وثقتهم، وكذلك لكل من قام على تنظيم الرالي الذي يعتبر واجهة حضارية لمملكتنا الحبيبة.