شهدت أسواق منطقة حائل شمال السعودية، التي تعتمد في وارداتها من السلع على ميناء جدة الإسلامي، ارتفاعات متوالية لهذه السلع خلال الأيام الماضية، حيث ظهرت ملامح ارتفاع الأسعار في الفواكه أولا. وعلل التجار سبب هذه الارتفاعات، للأحداث الدائرة في مصر، وكذلك السيول التي اجتاحت منطقة مكةالمكرمة الأربعاء الماضي، وأبدى عدد من المواطنين امتعاضهم من هذه الارتفاعات، وخصوصا بعد أن طالت سلعا كانت معروضة أصلا في السوق، ولم تستورد أو تنقل من الميناء، متخوفين أن تنساق سلع أساسية أخرى خلف هذه الموجة من الارتفاعات. من جانبه، عزا عيد المعارك، عضو الغرفة التجارية الصناعية بحائل، ومستثمر زراعي، سبب هذه الارتفاعات إلى الأمطار والسيول التي ضربت جدة، وطالت مواقع عدة منها ميناء جدة الإسلامي، حيث تضرر الميناء، وتوقفت عمليات المناولة والتفريغ داخل الميناء، الأمر الذي أربك الموردين وأحدث نقصا في بعض السلع ومنها الفواكه التي ارتفعت بنسب كبيرة. وذكر المعارك، أن النقل تأثر أيضا جراء كارثة جدة، حيث تسببت الكارثة بتوقف نقل البضائع من الميناء، كما توقف نقل مخزون المخازن الموجودة داخل جدة إلى الأسواق المختلفة في المناطق السعودية، حيث تعتمد في وارداتها على ميناء جدة الإسلامي. وأوضح عضو الغرفة التجارية الصناعية بحائل، أن هناك شحنات عالقة منذ أكثر من أسبوع في ميناء جدة الإسلامي وتنتظر التحميل للأسواق. واستبعد عيد المعارك أن يكون للأحداث الجارية في مصر دور في الارتفاعات، مقتصرا الأمر على كارثة جدة الذي أثر على المخزونات وتسبب في قلة المعروض من هذه السلع مما رفع الأسعار تلقائيا. وشدد المعارك على أن السلع المستوردة معرضة للتقلبات من حيث الارتفاعات والانخفاضات في الأسواق نتيجة للأحداث السياسية والاقتصادية والظروف المناخية، وتوقع عيد المعارك أن تعود الأسعار لمعدلاتها السابقة في غضون الأيام المقبلة. وفي جولة «الشرق الأوسط»، على سوق الخضراوات والفواكه وسط حائل رصد ارتفاعات خاصة على الفاكهة بكافة أنواعها بدءا من البرتقال المصري، حيث تجاوز الكرتون منه الثلاثين ريالا بعد أن كان ب23 ريالا مطلع هذا الأسبوع. وذكر أبو عبد الله الجهني، صاحب محل داخل السوق أن الموردين قاموا برفع الأسعار هذا الأسبوع لجميع أصناف الفواكه، متحججين بالأحداث الدائرة في مصر، وبحسب الجهني، فقد أدت هذه الارتفاعات إلى رفع معظم أنواع الفاكهة، على الرغم من أن جل الفواكه تستورد من أميركا الجنوبية وأوروبا، ولا يستورد من مصر سوى البرتقال المصري الذي تشتهر به. وبين الجهني أن هذه الارتفاعات أثرت جزئيا في السوق التي كانت تنتظر حركة نشطة مع بدء الفعاليات المصاحبة لرالي حائل الدولي 2011 أمس الأربعاء. وطالب عدد من المواطنين التقتهم «الشرق الأوسط» في السوق فرع وزارة التجارة، أن يقوم بجولاته على الأسواق، لمتابعتها والتحقق من هذه الارتفاعات ورصدها، وضبط الأسعار فيها، وأن لا تترك الأسعار مطلقة بيد الموردين.