اكد الرئيس المصري حسني مبارك أهمية مصر ومكانتها عالمياً وإقليمياً مشيراً إلى أن مصر تتعرض لأحداث عصيبة واختبارات قاسية وأعلن مبارك على ذلك أنه لن يرشح نفسه للرئاسة ثانية، وسيعمل في المدة الباقية من فترة رئاسته على السماح بانتقال السلطة. وقال مبارك في خطاب وجهه للشعب المصري مساء أمس الثلاثاء إن الأولوية الأساسية للاستقرار للسماح بنقل السلطة ودعا الشعب بكل طوائفه للمشاركة في استعادة أمن الوطن لتحقيق الانتقال الآمن للسلطة خلال الانتخابات المقبلة. وتعهد مبارك خلال ما تبقى من ولايته بالعمل على تسهيل إجراء تعديلات دستورية أعلن عنها تتعلق بالترشيحات للانتخابات الرئاسية المقبلة. ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية في سبتمبر أيلول. وقال هذا عهدي إلى الشعب خلال ما تبقى من ولايتي كي أختتمها بما يرضي الله والوطن وأبناءه. وقال مبارك (أنا فخور بإنجازاتي على مر السنين في خدمة مصر وشعبها. وأضاف أن مصر بلاده وهي المكان الذي عاش فيه وقاتل فيه ودافع عن أراضيه وسيادته ومصالح. وتابع أنه سيموت على أرضه. كما تعهد بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات بما في ذلك دعوة القضاء لمحاربة الفساد. وقال مبارك: إن دعاة الفوضى والعنف والمواجهة استغلت الشباب منتقداً في الوقت نفسه الأسلوب الذي ظهرت به التظاهرات وقال لقد تحولت التظاهرات من ممارسات إلى مواجهات. وقال مبارك: إن هناك جهات سياسية سعت للتصعيد وصب الزيت على النار. وقال: إن الأيام الماضية تفرض علينا الاختيار بين الفوضى والاستقرار. وتابع مبارك: إن الأحداث تفرض واقعاً مغايراً في مصر ونسعى للحوار لتحقيق المطالب المشروعة واستعادة الهدوء وسنعمل على مكافحة الفقر وتحقيق العدالة الاجتماعية. وقال الرئيس مبارك: إن مسؤوليتي تفرض علي استعادة أمن مصر واستقرارها وضمان انتقال سلمي للسلطة وقال لم أكن يوماً طالب سلطة. وكلف الرئيس مبارك على ذلك الشرطة لحماية المواطنين وصون حقوقه واحترامها. وختم مبارك خطابه قائلاً سيحكم التاريخ علي وعلى غيري بما لنا وما علينا. وجاء خطاب الرئيس مبارك كتحرك استراتيجي لتأكيد أهمية مكانة مصر عالمياً وإقليمياً واستجابة لمطالب الشعب الذي نفذ اعتصاماً أمس في معظم المدن المصرية إذ أكد مصدر أمني لوكالة فرانس برس ان أكثر من مليون شخص شاركوا في التظاهرات التي عمت الثلاثاء مناطق عدة في مصر مطالبة بتنحي مبارك كما لم تخل التظاهرات من تأييد لمبارك في الوقت نفسه. وقال المصدر الأمني: ان عدد المتظاهرين (بلغ اكثر من نصف مليون في القاهرة ونحو 400 ألف في الإسكندرية و40 ألفا في المنصورة و30 ألفا في السويس و20 ألفا في الغربية وعشرة آلاف في كل من المنوفية وقنا وعشرة آلاف في الإسماعيلية. وكان مبارك قد تلقى قبيل خطابه رسالة من الرئيس الأمريكي باراك اوباما طالبه فيها الأخير عدم الترشح إلى الانتخابات المقبلة في سبتمبر. ونقل الرسالة لمبارك السفير أمريكي السابق في مصر فرانك ويزنر الذي توجه إلى القاهرة الاثنين بناء على طلب الإدارة الأمريكية. وكتبت صحيفة نيويورك تايمز أمس الثلاثاء إن الرسالة التي نقلها ويزنر ليست طلبا مباشرا لكي يتخلى (مبارك)فورا عن السلطة لكنها تنصحه بالبدء بعملية إصلاح تتوج بانتخابات حرة ونزيهة في سبتمبر لانتخاب رئيس مصري جديد.