تحقق هيئة الرقابة والتحقيق في أسباب تعطل أجهزة التكييف في مستشفى الملك خالد في حائل، تفاعلا مع الصورة التي التقطتها «عكاظ» لأحد المرضى المنومين في قسم باطنية الرجال الذي افترش الممر الرئيس للقسم من أجل الاسترخاء والنوم، هربا من ارتفاع درجات الحرارة. وكشف مصدر رقابي مطلع ل«عكاظ» أن التحقيقات جارية لمعرفة أدق التفاصيل. في المقابل، أرجأ مدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الدكتور نواف الحارثي الرد على تساؤلات المرضى من المواطنين والمقيمين التي نقلت له عبر خطابات رسمية، وأكد الناطق الإعلامي في الشؤون الصحية ناصر السعدون أن الرد على جميع الأسئلة ما زال بين إدارة مستشفى الملك خالد في حائل ومكتب المدير العام، وسيأخذ وقتا للإجابة على نحو متكامل. وفي شأن ذي صلة، أبدى عدد من المرضى والمراجعين وأهالي مدينة حائل استياءهم من الخدمات الصحية المتدنية في مستشفى الملك خالد ومستشفى حائل العام ومستشفى النساء والولادة، بالإضافة للمراكز المتخصصة مثل مركز غسيل الكلى الصناعية ومركز العيون ومركز الأسنان، وعدد من مراكز الرعاية الصحية المنتشرة في الأحياء. وينتظر المرضى والمراجعون الرقي بالخدمات الصحية وإنهاء معاناتهم في المراجعة في مستشفيات بريدة، الرياض، وفي العاصمة الأردنية عمان. وتفاوتت مطالب المرضى والمراجعين من مستشفيات حائل حسب أمراضهم، ففي مستشفى الملك خالد في حائل أجمع مراجعوه على عدم وجود الكوادر الطبية المتخصصة من أخصائيين واستشاريين بل أطباء مقيمين أو تحت التدريب، إلى جانب سوء الصيانة الدورية لأجهزة التكييف داخل أقسام المستشفى وتعطل الكثير منها. وهنا، يؤكد حمد الشمري وهو مرافق لمريض أنه مكث مرافقا في القسم منذ السابع من رمضان وحتى شوال الماضي ولم يجد تفاعلا من إدارة القسم نحو إصلاح التكييف بالصورة الجيدة، ما حدا به إلى النوم في الممرات ومسجد المستشفى. وحول أخطاء التشخيص من قبل الأطباء يوضح أحمد الشمري «الخدمات الطبية في مستشفى الملك خالد في حائل ليس لها وجود، بل الكل يخاف الذهاب إليه بسبب الأخطاء الطبية المتكررة وعدم وجود الكادر الطبي المتخصص في جميع الأقسام وهذا زاد من متاعبنا، فعندما تشخص حالة عند أحد الأطباء في مستشفى يقول أنت تحتاج كذا وكذا، وعندما أذهب لمستشفى خارج المدينة أكتشف أن التشخيصات خاطئة وهذا ما جعل الخوف يتسرب إلى نفوسنا». وأشار دغيم العامودي إلى أن بعض الأجهزة الطبية غير موجودة، مثل جهاز الرنين المغناطيسي «ذهبت لمنطقة القصيم من أجل الخضوع لأشعة، فهي معاناة طويلة من سفر وسكن ومواعيد من أجل الجهاز الذي لم يتم توفيره حتى الآن». ويروي فهد التميمي أن أحد أقربائه تم تشخيصه خطأ «قال له الطبيب هناك ورم خطير وربما يكون سرطانا، فسقط قريبي مغشى عليه ودخل في حالة نفسية سيئة، وبعد الذهاب إلى المستشفيات المتخصصة في الرياض وجدنا الورم كيسا دهنيا صغيرا وتم استخراجه دون تدخل جراحي». وعن مركز الأورام والقلب في مستشفى حائل تقول أم عبد الله «المركز ليس له وجود ولا يوجد علاج إشعاعي أو كيميائي، فنحن نذهب إلى الرياض بمعاناة سفر ومصاريف كثيرة من أجل العلاج». وقال ضاحي الشمري إن مركز القلب المتخصص غير موجود، والحالات جميعها تحول نحو مركز القلب في مدينة بريدة، والكل يتذكر إصابه دكتور القلب في مستشفى الملك خالد في حائل بأزمة قلبية وتم نقله لمركز القلب في بريدة، وفي الآونة الأخيرة استغلتنا مستشفيات عمان في الأردن بعدما شاهدت الزحام ورفعت أسعار التشخيص ووضعت مراجعات شهرية. وفيما يخص أوضاع مرضى الكلى، أبان خالد الشمري أن المصابين بالفشل الكلوي المزمن في مدينة حائل أكثر من 160مريضا وأجهزة الغسيل قليلة جدا والكادر الطبي الذي يتولى العلاج يبلغ أربعة أطباء فقط «والدتي تجري ثلاث جلسات غسيل في الأسبوع، حيث أجرت عملية الأوعية الدموية في مستشفيات الرياض بسبب عدم وجود جراح أوعية دموية في قسم الكلى».