صمت الطفل الفلسطيني فادي أبو الغصين (13 عاماً) طويلاً وأخذ يتلفت حوله يمنة ويسرى باحثاً عن لحظة فرح، عندما أخبره صديقه بأن يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر السعيد، وبدا وكأن الأمر لا يعنيه.. فراس من مدينة خان يونس لم يكن حزنه على ملابس جديدة للعيد لم يستطع شراءها كالآلاف من أطفال غزة المحرومين، ولا زي مدرسي يستقبل به عامه الدراسي الجديد، بل جلّ حزنه وهمه بسبب فقدان فرحة العيد منذ اعتقال والده قبل سبع سنوات.. لم يكن فراس وحده الحزين فآلاف الأطفال الغزيين أبناء الشهداء والجرحى والأسرى، وغيرهم من الفقراء والمحتاجين يمر عليهم العيد ليجدد حزنهم وقهرهم في ظل أوضاع مزرية لا تزيد همومهم إلا ألماً.. «فراس» لا يتمنى في يوم العيد سوى أن يستيقظ صباح يوم العيد ليجد والده بجانبه يذهبان للمسجد معاً يصليان ويزوران أقاربهما، ويخرج مع إخوته الخمسة لقضاء أوقات يتمنونها منذ وقت طويل. وتعتقل سلطات الاحتلال قرابة 7500 أسير فلسطيني في 28 سجنًا، بينهم عدد كبير من المرضى والأطفال والنساء، بينما تحرم أهالي قطاع غزة من زيارة أبنائهم في مخالفة واضحة للقانون الدولي الإنساني، مما يسبب ألماً من الناحية المعنوية لأهالي المعتقلين.