تعتبر شعوب جنوب شرق آسيا والصين نبات الجنسينغ واحدا من أهم المواد الطبيعية ذات القيمة الصحية العالية, مما يفسر الاهتمام والعناية البالغة بهذه النبتة التي تعد بالنسبة لهم "نبتة سحرية". وكما هو معلوم فإن الجنسينغ نبات بري معمر من فصيلة الأراليات, وهو مغزلي الشكل معروف في الصين واليابان منذ آلاف السنين, وفائدته تكمن في جذوره التي تشبه في طعمها ورائحتها التراب. ولهذه النبتة ثلاثة أنواع بحسب أماكن انتشارها فهناك الجنسينغ الصيني في مناطق شمال الصين والتقاء حدودها مع روسيا, وهناك الكوري أو الآسيوي, والكندي أو الأميركي. وتذكر بعض المراجع الكثيرة التي اهتمت بالجنسينغ أنه على عكس الكثير من الأعشاب الصينية التي حازت اهتمام الغربيين مثل الزنجبيل والقرفة، فقد ظل الجنسينغ غير معروف في أوروبا حتى القرن الثامن عشر, حيث تناقل المسافرون سمعته الجيدة كنبات علاجي فعّال. ويشار بهذا الصدد إلى وجود عشرات المؤسسات الغربية في أوروبا وأميركا التي تعنى بالجنسينغ في أنحاء العالم. صيدلية متكاملة ويعتبر الآسيويون هذا النبتة صيدلية "وقائية" متكاملة, وتعتبر كمية قليلة (نصف غرام) من مسحوق جذورها أو نصف كأس صغيرة من منقوع جذورها المغلية "كافية لبعث الحيوية والقوة والنشاط في الجسم, إذ إن تأثيره ينصب بشكل مباشر على تقوية عمل القلب وتسهيل جريان الدم وتنشيط عمل الكلى" بحسب الخبير جوهان شاندرا. كما تستخدم هذه النبتة مقويا بشكل عام ولها تأثير كبير على جهاز المناعة, كما تعمل على تعديل مستويات السكر والكولسترول في الدم, ويزيد تناولها من إفراز مادة الأنسولين في الجسم, كما تعد من أهم المقويات الدائمة للجنس. وأضاف شاندرا للجزيرة نت أن "الاعتقاد السائد بالنسبة لهذه النبتة هو أنه كلما ازداد عمرها ازدادت فائدتها, بل إن بعض النبتات المعمرة تكتسب شكلا من أشكال الاحترام والتقدير, يدل على ذلك طريقة حفظها والاهتمام بها فضلا عن سعرها المرتفع". تحف نادرة وخلال زيارة الجزيرة نت لأحد معارض الجنسينغ المقامة في العاصمة الإندونيسية جاكرتا, دلتنا مديرة المعرض رينا على أقدم نبتة لديها إذ يتجاوز عمرها 2000 عام, ويبلغ ثمنها نحو 180 ألف دولار, ونبتة أخرى عمرها نحو 1000 عام وثمنها سبعون ألف دولار. كما أشارت رينا إلى أن هاتين النبتتين يتم التعامل معهما كتحفتين نادرتين وهما غير مخصصتين للبيع, إنما يتم الاحتفاظ بهما وعرضهما للتدليل على عراقة المعرض