أطاحت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة بعصابة تخصصت في سرقة عملاء البنوك تضم ستة إثيوبيين ويمنيا واحدا. سقوط العصابة جاء عقب قيامهم بسرقة مبلغ مالي من مواطن ترصدوه عقب خروجه من أحد البنوك، وتابعوه إلى سيارته حيث ترك المبلغ بها ونزل لقضاء أمر خاص بحسب بلاغه غير أنه فوجئ حين عودته بكسر الزجاج الجانبي للمركبة وسرقة نقوده. وقال المواطن في بلاغه إنه لا يعرف من نفذ تلك السرقة ولا يشك في أي شخص، وهو ما استدعى تشكيل فريق عمل تابعه مدير شرطة جدة اللواء عبدالله القحطاني وقاده مدير شعبة التحريات والبحث الجنائي الذي عمل على جمع كافة التحريات والبلاغات المشابهة ومحاولة حصر الشبهات مع تشديد أعمال المراقبة على عدة مواقع يشتبه في تواجد الجناة بها، أو تنفيذ سرقة أخرى، وفي هذه الأثناء رصدت فرق المراقبة أحد المشتبه بهم من جنسية عربية درج على تحويل أموال إلى الخارج، وبالاستقصاء اتضح قيامه بتحويلها إلى إثيوبيا. وأكدت المراقبة عدم وجود أي عمل للمشتبه به، حيث يقضي ساعات طويلة في منزله، فيما تم التثبت من اجتماعه مع آخرين من ذوي البشرة السمراء وهو ما رجح علاقتهم بالسرقات المنفذة، فشدد الفريق الأمني مراقبته لهم حتى نجح في الوصول إلى وكرهم ليتم ضبطهم بهم متلبسين بمحاولة تنفيذ سرقة جديدة كانوا يعدون لها من خلال مراقبتهم لشخص أثناء قيامه بصرف أموال من أحد البنوك، وما إن تحرك بمركبته حتى سارعوا إلى متابعته، وكان الفريق الأمني يتابعهم عن بعد حتى تمت الإطاحة بهم متلبسين بجرمهم. وبتفتيشهم اتضح أنهم يحملون هويات مزورة يستغلونها في استئجار مركبات تستخدم في عمليات السرقة، وبالتحقيق معهم أقروا بتنفيذ خمس سرقات في أوقات مختلفة، مشيرين إلى أن المشتبه به اليمني كان يقوم بتحويل الأموال التي يحصلون عليها إلى الخارج، وذلك لعدم امتلاكهم إقامات نظامية، بالإضافة إلى رغبتهم في إبعاد الشبهات عنهم، وكانوا يمنحونه مقابل تلك العمليات أموالا وفق نسبة متفق عليها. ضبط الجناة شمل تحريز كميات من الذهب قاموا بشرائها في أوقات مختلفة بهدف إرسالها إلى بلدانهم دون أن يتم ضبطهم كون الأوراق النقدية التي يستولون عليها قد تكون معروفة الأرقام. وأكد الجناة عدم تنفيذ أي سرقة بالقوة، حيث بين زعميهم «ملالي» أنهم كانوا يعمدون إلى مراقبة الضحايا حتى توقفهم، ومن ثم سرقة المبلغ الذي خرجوا به من البنك من خلال تحطيم الزجاج الجانبي للمركبة، وكانوا يتعمدون عدم الظهور العلني أو خطف الحقائب أو الاعتداء على الضحايا حتى لا يتم رصد أوصافهم ومن ثم القبض عليهم. الناطق الإعلامي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق أوضح أن عدد أفراد العصابة بلغ سبعة أشخاص دلوا على عدد من السرقات التي نفذوها، حيث أقروا بتنفيذ خمس سرقات، فيما فشلت المحاولة السادسة، وأشار البوق إلى أن التحقيق مع الجناة مايزال مستمرا. إلى ذلك، حذر المتحدث الإعلامي لشرطة جدة من حمل مبالغ مالية كبيرة نقدا، مبينا أن تعليمات وزارة الداخلية تنص على تخصيص حارس أمن يرافق المحاسب خلال تنقلاته من وإلى البنوك، وحذر من ترك أي مبالغ مالية داخل المركبات بما يجعلها هدفا لضعاف النفوس وبالتالي تعرضها للسرقة. وأكد البوق على الدور الكبير الذي يجب أن يضطلع به المواطنون والمقيمون، ووصفهم بأنهم رجال الأمن الحقيقيون والعين الراصدة الأولى، فيجب عليهم الإبلاغ متى ما شاهدوا أو رصدوا أي تصرف لافت للانتباه ومثير للشكوك.