يعيش مرضى الإيدز أو السيدا حسب المنطوق الفرنسي في ظروف لا تسمح لبعضهم بالاختلاط بالمجتمع، ويواصلون عزلتهم بعيدا عن الآخر خوفا من اكتشاف امرهم كما أن نظرة المجتمع لمرضى نقص المناعة تضاعف من عزلتهم وتصيبهم بالإحباط . وقد اوضحت أم حسن أنها مصابة بالإيدز منذ نحو 15 عاما، وروت قصتها قائلة «في البداية، واجهت مصاعب كبيرة وظللت أخفي إصابتي بالمرض فترة ليست بالقصيرة، خشية الناس الذين لن تقنعهم الأسباب الحقيقية لعدم وجود التثقيف الكافي، كذلك لعدم درايتهم بمسببات نقل الفيروس». وأضافت: اكتشفت المرض وأنا حامل في الشهر الثامن وذلك خلال المراجعة الروتينية للحمل وقالوا لي إني مصابة بمرض نقص المناعة المكتسب، أصبت بصدمة وانهيار ولمدة سنة كانت المهدئات تلازمني لأتمكن من الراحة ولأحصل على ساعات من النوم. وأشارت إلى أن المجتمع يعتبر العائق الوحيد الذي واجهته، فالناس على حد وصفها يخشون المرض ويخافون من الاقتراب ومصافحة المصابين به، مضيفة «برغم التوعية الحالية وتطور وسائل التثقيف إلا أن المجتمع لا يزال يرفضني». وعن أبرز المواقف التي واجهتها تقول «ذات مرة زرت عيادة للأسنان، وأخبرتهم أني مصابة بمرض نقص المناعة المكتسب ارتبكوا وقاموا بإعادة قيمة المراجعة لي، متحججين بأن الأجهزة متعطلة، وأن العيادة لا تحوي أجهزة مخصصة لعلاج مرضى الإيدز». وتذكر فاطمة حاملة للمرض أن معاناتها تمثلت في المجتمع المحيط بها الذي رفض وجودها وتقول: كان اعتقاد من حولي أنه لا يصيب إلا متعاطي المخدرات وذوي السلوكيات المنحرفة، وأولئك الذين يقدمون على علاقات محرمة، وهذا التصور أوقعني في مأزق مع أسرتي ومن حولي. وزادت «اكتشفت المرض بعد وفاة زوجي بأشهر، واكتشفت أن المرض انتقل إلي عن طريقه، والمؤلم أني سمعت أحد الجيران يحذر أسرته وأبناءه من زيارتي، ويطلب منهم ألا يقتربوا مني لأني مصابة وزوجي توفي بالفيروس ذاته».