كشف مصدر مسؤول بشرطة منطقة عسير عن تزايد تسلل الإثيوبيين من المنفذ الجنوبي للمملكة بأعداد كبيرة ما بين عام 1429ه - 1434ه مشيرًا إلى أن هناك فجوات في المناطق الحدودية يتسلل عبرها هؤلاء في مناطق جيزان، عسير، نجران حيث أوضحت التقارير الأمنية تدفق مئات المجهولين في «وادي دفاء ووداي الحياة ومركز عمود» وأكد ضرورة تطبيق العقوبات في حقهم وكذلك تدعيم مراكز الإيواء والترحيل لاستيعاب المتسللين المقبوض عليهم وترحيلهم، كما أكد أن المنفذ الجنوبي يواجه موجات كبيرة من المتسللين وبالذات الأفارقة ومجهولي الهوية. وبحسب تقرير أصدرته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير فقد احتلت العمالة «الإثيوبية» المركز الأول في الوقوعات بنسبة «27.467%» خاصة في وقوعات الجرائم الأخلاقية التي بلغت «76» قضية، والمسكرات التي بلغت «55» قضية.. انتشار إثيوبي في الجبال والأودية وتم رصد انتشارًا ملفتا للمجهولين في «جبال وأودية وسهول» منطقة عسير في تهامة قحطان وعسير وشهران ومحافظات ومراكز المنطقة وهم يسيرون باتجاه الحدود اليمنية السعودية خوفًا من القبض عليهم وفي ظل تكثيف الحملات الأمنية بالمنطقة، إضافة لمئات منتشرين مثل الجراد على طرق في «أبها وخميس مشيط وعلى امتداد طريق الساحل الغربي للمنطقة» حيث يسيرون بجانب الطريق ويلوحون بأيديهم لعابري الطريق بالسيارات لإنقاذهم من حرارة الشمس، وقد شكل بعضهم حسب روايات بعض المواطنين عصابات إجرامية خصوصًا الأفارقة غير أن الأجهزة الأمنية تنحي باللائمة على المواطنين الذين يوفرون المأوى والعمل لهؤلاء ويتسترون عليهم حيث يعملون في مزارعهم أو أعمالهم الإنشائية وغيرها من الحرف وفي الوقت نفسه يجأرون بالشكوى منهم مطالبين الأجهزة الأمنية بملاحقتهم وتسفيرهم وتخليص البلاد من شرهم. غير أن هؤلاء المتسللين الإثيوبيين يعيشون قلقا هذه الأيام إثر تضييق الخناق عليها من خلال الحملات فقد لجأوا إلى الجبال بأعداد كبيرة حتى أنهم يطلقون على الجبل جبل - كفيل- فالجبل يرحب بكل من آوى إليه. بعيدًا عن الرقابة ، و يناشد غالبية المواطنين رجال الأمن بتطهير هذه الجبال والأودية التي أصبحت «تسيل بالخمور».. كما ازدادت الجرائم في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ ومنها حوادث قتل. مما سبب قلقًا للكثير من المواطنين والمقيمين خصوصًا في ظل تكاثر عدد الأفارقة من خلال تسللهم في مجموعات إلى المنطقة بحثًا عن المال مما قد يشكل تهديدًا أمنيًا خطيرًا لو لم توضع الحلول التي توقف زحف هؤلاء والذين لا يتورعون عن استخدام العنف في مواجهة من يتصدى لهم لا سيما أنه تبين أن كثيرًا من الإثيوبيين يمارسون إجرامًا احترافيًا ويحتفظون بأسلحة بيضاء ولا يترددون في استخدامها لمجرد سوء تفاهم بينهم والآخرين أو حتى بني جلدتهم، ولديهم إشارات غامضة يتفاهمون بها لدى مداهمتهم من قبل رجال الأمن. عقوبات تنتظر المتسترين وفي هذا السياق يقول مدير شرطة منطقة عسير اللواء عبدالرحمن بن عبدالله الأحمدي: ظاهرة التخلف يجب القضاء عليها مهما كانت الظروف. فالمواطن هو العنصر الفعال في المجتمع وهو مرآة بلده فيجب عليه إشعار الجهات المختصة عن تلك العمالة المتخلفة وعدم تذليل الصعوبات حيال بقاء هؤلاء ومساعدتهم على إتاحة فرص العمل. وهناك تعليمات صارمة لمعاقبة المواطن أو المقيم الذي يهيئ عملًا أو يسكن أو يسهل النقل لأي من هذه الفئات تتراوح بين السجن والغرامة أو بهما معًا لمن يثبت أنه متورط في أي من المخالفات السابقة. لذا فإنني أكرر مرارًا وتكرارًا للإخوة المواطنين أن هذه العمالة المتسربة وغير المسؤولة لا فائدة من استخدامها مهما كانت زهيدة الثمن وعواقبها خطيرة على أمن الوطن والمواطن. وأضاف: نحن نعترف أن هذه الجبال مأوى لهؤلاء «الإفريقيين» ونقوم بحملات ما بين الحين والآخر. ونقبض عليهم ويتم تسفيرهم إلى بلادهم.. ولكن يرتبط رجوعهم بتسهيل المواطنين هناك بتشغيلهم ولو لم يجدوا عملا فإنهم لن يبقوا في تلك الجبال. سلبية المواطنين من جانبه أوضح قائد حرس الحدود بمنطقة عسير اللواء سعود بن مطلق النومسي: حرس الحدود يواصل مهماته لمراقبة ومتابعة المتسللين للأراضي السعودية عن طريق الحدود وأنه قام مؤخرا بتركيب كاميرات حرارية في بعض المواقع التي تم اختيارها ويتم من خلال هذه الكاميرات رصد تحركات المتسللين للمملكة وخاصة عبر الحدود السعودية اليمنية وهناك تعاون مشترك بين السلطات الأمنية السعودية واليمنية للحد من ظاهرة التسلل. وقال اللواء رزق مسلم الحسيني مدير جوازات منطقة عسير: أن هناك دوريات على مدار الأربع والعشرين ساعة تطارد المتسللين والمخالفين ومجهولي الهوية وتقبض عليهم مؤكدًا أنه بالتعاون مع المواطنين والجهات الأمنية الأخرى يمكن القضاء على هذه الظاهرة.. وأضاف نحن الآن بصدد توزيع منشورات توعوية على المواطنين حول هذه الظاهرة. ويشير مدير إدارة الضبط الإداري بشرطة منطقة عسير العميد سعيد محمد عسيري إلى أنه أينما وجد متخلفون يكون هناك من يقوم بالتستر عليهم وتقديم الطعام والشراب والسكن والعمل لهم مما يعد اختراقًا خطيرًا لنظام الإقامة في المملكة، وإفرازًا للعديد من السلبيات المتعلقة بالنواحي الأمنية والاقتصادية والاجتماعية للوطن. والمعروف أن الأمن في المملكة هو هاجس القيادة التي تعمل بكل طاقاتها لتوفير أقصى درجات الأمن والاستقرار للمواطن والمقيم، مما يكرس حالة الأمن الفريدة والاستثنائية التي تعيشها المملكة دون سائر بلاد العالم ويعزز في الوقت نفسه ثقتها في متانة هذه القاعدة وفي رجال أمنها الذين يضطلعون بهذه المهمة، فيما تحذر وزارة الداخلية عبر بياناتها المتلاحقة من إيواء وتشغيل المتخلفين أو نقلهم أو التستر عليهم أو تقديم المساعدة لهم مما يؤدي إلى بقائهم في البلاد بصورة غير نظامية وكل من يخالف ذلك من المواطنين أو المقيمين ستطبق عليه عقوبة السجن والغرامة. ضبط مسروقات بحوزة أفارقة وفي تعليقه على مواجهة التسلل عبر المنفذ الجنوبي والتصدى لهم وملاحقتهم قال الناطق الإعلامي بشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان: أسفرت الحملة الأمنية التي نفذت بناء على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير وأشرف عليها ميدانيا مدير شرطة منطقة عسير اللواء الأحمدي وشاركت فيها عدة جهات أمنية تتقدمها المباحث الجنائية وقوة المهمات والواجبات وفرق الهلال الأحمر وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجوازات منطقة عسير وطيران الجيش. وقوة الطوارئ الخاصة بعسير وإدارة دوريات الأمن بعسير وإدارة المجاهدين بعسير، وتم الاستعانة بطائرة مروحية من القاعدة الجوية والتي كان لها دور كبير في الكشف عن الكثير من المواقع. وتم القبض على عدد كبير من الوافدين من عدة جنسيات ممن له قضايا أمنية حيث تمت مداهمة أوكار المخالفين ومرتكبي الجرائم وعثر بداخلها على كميات من المسروقات والسلاح وحصاد عمليات السطو والنهب التي يقوم بها الوافدون وخاصة الأفارقة، كما أطاحت الحملة بعدد من المشعوذين والسحرة الذين كانوا يوفرون متطلبات السحر والشعوذة داخل مساكنهم، وعثرت الجهات الأمنية على أوكار الدعارة والممارسات غير الأخلاقية يديرها وافدون. وأطاحت الحملات بمن له ارتباط بقضايا أمنية سابقة ونفذت الجهات الأمنية الحملة بعد عمليات رصد محكمة للأوكار المشبوهة من قبل رجال البحث والتحري قبل عدة أيام من تنفيذ الحملة التي شارك فيها معظم الجهات وتم وضع الخطة المحكمة لتنفيذ الحملة والخروج بأفضل النتائج.