يعد سوق برزان من الأسواق الشعبية القديمة في منطقة حائل، ويقع في قلب المدينة حيث يمثل لها مركزا تجاريا حيويا يفده الزائرون من كل مكان، وبالرغم من قدم سوق برزان فهو لايزال يحافظ على عراقته التجارية من حيث توفر السلع والبضائع بكافة أنواعها من ملابس نسائية وأطفال وعطورات وأدوات تجميل ومنتجات غذائية إلى جانب منتوجات العطارة والمفروشات ومحال بيع الأواني المنزلية. كما يعد هذا السوق من أبرز الأسواق في المنطقة التي يقصدها الزوار والسياح وأكثرها اكتظاظا بالمتسوقين، فهي تعد الواجهة الاقتصادية للمنطقة ومقصد الكثير من التجار، ووصف سوق برزان الشعبي بأنه الأفضل بالمنطقة نظرا لتوفر الحاجيات التي تحتاجها الاسرة غالبا، ويحظى بمكانة خاصة لدى المستهلكين. "الرياض" قامت بجولة في أرجاء هذا السوق والتقت ملاك واصحاب المحال التجارية والباعة فيه كما التقت عددا من الزبائن ومرتاديه لسبر غور أسرار "برزان الشعبي" ومدى تأثيره على الاقتصاد في المنطقة، فكان هذا التحقيق. أنشطة متنوعة بداية تحدث البائع عوض الباهلي وقال: أعمل في هذه السوق منذ 12 عاما تقريبا مشيرا إلى أن سوق برزان لم يعد كالسابق فبالرغم من قدمه إلا أنه أخذ بالتطور شيئا فشيئا حتى أصبح مقصدا تجاريا خاصة لأهالي المنطقة الذين لابد لهم منه، وقال تتنوع السلع والبضائع المعروضة فيه وما يفي بالغرض ويلبي حاجة المستهلك من نساء ورجال، خاصة وأنه يحظى بمكانه خاصة عند النساء بالذات لما يضمه من بضائع خاصة بهن وتجد المرأة الحائلية فيه كل متطلبات أسرتها، وحول نشاط حركة البيع والشراء قال الباهلي: الحركة نشطة قديما وحتى الآن بل انه في السنوات القليلة الماضية وحتى يومنا هذا تشهد قيصريات برزان ازدحاما يوميا بالمتسوقين وقاصدي الشراء، وقال عن الأسعار: إنها مناسبة جدا للزبائن وهذا مانراه من خلال توافد المتسوقين. وعن الزبائن قال: بما أن أنشطة السوق متنوعة من حيث البيع والسلع المتوفرة فيوجد من الزبائن الكبير والصغير خاصة كبار السن من الرجال والنساء والأطفال والفتيات أما الشباب فيندر وجودهم الا القليل منهم لأنه يوجد في المنطقة أسواق خاصة بهم، وقال ان حركة السوق تنتعش بشكل كبير في المواسم مثل الزواجات والأعياد ومواسم العطل الرسمية. سوق متكامل وقال منصور الشمري أحد تجار السوق لأهمية أسواق برزان القصوى وموقعها الجغرافي وسط البلد جعلت منها مقصدا للتجار بشكل يومي، ولايزال السوق ذا أهمية تجارية بين أهالي المنطقة خاصة، ويعتبر سوق برزان سوقا متكاملا من حيث توفر جميع مايطلبه المستهلك من بضائع، وقال: يحظى سوق برزان باهتمام كبير من هيئة السياحة خاصة والبلدية اللتين دائما ما تحرصان على تنظيمه تسهيلا لتنقلات المتسوقين وحفظ حقوقهم، حيث كان يقام في السوق البسطات النسائية والتي كانت تتواجد بكثرة ونظرا لما لقيه السوق من لفتة تم نقل البسطات لسوق النساء الشعبي الخاص بهن، أما عن الفرق بين السلع في الماضي والحاضر أشار: إلى أنه كانت في الماضي تباع سلع قليلة بالنسبة للحاضر إلا أنها كانت تلقى رواجا كبيرا بين المتسوقين حيث كانت تباع الملابس وبعض أنواع العطورات والأغذية الرئيسة كالسكر والقمح والسمن والإقط إضافة إلى بيع الزل والبشوت التي اشتهر بعض التجار بصناعتها وكانت التاجرات النساء يبعن أصنافا من البهارات والأدوية الشعبية، أما في الحاضر فيختلف بل انه تطور وأصبحت تباع فيه أرقى أنواع الأقمشة والملابس والأواني وجميع أصناف الحلويات حيث توفر المراكز ومحال بيع الحلويات والسكاكر الراقية ومحلات البشوت المتطورة والعباءة النسائية كما يوجد بها الأسواق المتخصصة في بيع المفروشات والأثاث المنزلي أيضا إضافة لبيع الأدوات الكهربائية. جلسات للتجار وبين الشيخ زايد الزايد أحد رجال المدينة القدماء المعروفين أن سوق برزان كان يجلس به التجار لتبادل الأحاديث حول تجاراتهم وتجرى خلال هذه المجالس العديد من الصفقات بين التجار خارج المدينة وداخلها حيث كانوا يقصدون الجلسات في وسط السوق حول قصر برزان المعروف في المنطقة، وكان أيضا يضم ساحة كبيرة جدا تباع فيها مختلف السلع والبضائع التي يجلبها التجار، وقال يحوي سوق برزان العديد من القيصريات التي كانت تسمى بأسماء التجار المعروفين مثل "قيصرية المزيني" و"قيصرية المحيني" و"قيصرية"العليط" و"قيصرية سوق الذهب" . إرث حائلي وقالت السيدة نورة البقعاوي: مع التوسع العمراني للمنطقة وتطور المدينة توسعت السوق وأصبحت محال تجارية ومراكز تباع فيها أرقى أنواع البضائع ذات الماركات العالمية التي تقصدها المتسوقات. وقالت: أعتقد أن أهمية هذا السوق بالنسبة للأهالي لا تنتهي مهما تعددت المراكز والمولات التجارية في المنطقة مرجعة ذلك إلى أهميته التاريخية بالنسبة لأبناء المنطقة وأنه موروث شعبي قديم حضره أبناؤها مع تقدمه في الماضي والحاضر. أثر اقتصادي كما أشار حمود الزايد إلى أن سوق برزان الشعبي له آثار اقتصادية خاصة للمنطقة وبما أنه يعتبر السوق الأهم والأبرز فيها فإن كثيرا من السياح وزوار المنطقة من الخارج لا ينتقون من الأسواق غيره لقصد مشاهدة مايعرض فيه وانتقاء بعض أنواع السلع النادرة.