أنهت الجهات الأمنية والصحية بحائل أكملت استعدادها لتنفيذ حكم القتل قصاصاً في أقدم سجين في السعودية عبدالله فندي غازي الشمري غداً الثلاثاء عند الساعة العاشرة صباحاً. لقتله معجب محمد مريزيق الرشيدي، إثر خلاف بينهما في منطقة صحراوية، قبل نحو من 32 عاماً. كما ذكرت المصادر وفقاً لسبق أن آخر الجهود التي بُذلت كانت لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وبعض الأمراء والوجهاء وأهل الخير هذا اليوم, إلا أن رفض أولياء الدم حال دون التنازل عن حقهم. وكان السجين الشمري ناشد عبر مقطع فيديو نشر على موقع «يوتيوب»، ولاة الأمر، في تسجيل صوتي له، التدخل لتأجيل حكم القصاص عليه، وطلب الشفاعة من أهل القتيل. وبدأت قصة الشمري عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره؛ حيث أدّت مضاربة نشبت بينه وبين الشاب معجب الرشيدي إلى مقتل الرشيدي إثر تلقيه ضربة قاتلة بعصا غليظة، واقتيد وقتها الشمري إلى السجن. وبعد خمس سنوات من التقاضي حكمت هيئة من القضاة بإدانة الشمري بجريمة القتل الخطأ، وألزمته بدفع الدية الشرعية لأسرة القتيل، قبل أن يُفرج عنه. وبعد خروجه احتفل الشاب عبدالله وأسرته بزواجه، لكن فرحته لم تدم طويلاً؛ فبعد نحو عامين من زواجه أُلقي القبض عليه من جديد، وأُودع السجن. وأُعيدت محاكمته بناءً على طلب ذوي القتيل، وحُكم عليه هذه المرة بالقصاص وتم تأجيل استيفائه إلى بلوغ ورشد القاصر من ورثة القتيل "ابن" واتفاقه مع بقية الورثة على إنفاذ القصاص. وصُدق الحكم من محكمة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة ثم ألحق أخيراً بصك الحكم ثبوت بلوغ ورشد القاصر ومطالبته مع بقية الورثة بإنفاذ القصاص بقاتل مورثهم. وصُدق ذلك من محكمة التمييز ومن مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة. وصدر أمر سام يقضي بإنفاذ ما تقرر شرعاً وصُدق من مرجعه بحق الشمري. وأسندت إدارة سجون حائل رئاسة العنبر المثالي في سجن حائل للشمري نظير الدور الذي أدّاه خلال فترة سجنه من حث عشرات السجناء على حفظ القرآن الكريم، وإقناع السجناء المدخنين بالإقلاع عنه؛ ما جعل معظم السجناء يحفظون القرآن الكريم، كما أن تميزه سلوكياً داخل السجن كان له تأثيرٌ بالغٌ في تحسُّن سلوك المئات من السجناء.