كشف رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر بن محمد العيبان، أن المملكة أحرزت تقدمًا كبيرًا في مجال حماية وتعزيز حقوق الإنسان من خلال تشريعاتها وأنظمتها القضائية والعدلية والإدارية، وما اتخذته من تدابير تنفيذية متوالية تعكس فاعلية تلك القوانين وتعبر عن إرادة سياسية متوثبة نحو كل ما من شأنه رفاه الإنسان وحماية وتعزيز حقوقه واحترام كرامته. جاء ذلك خلال حلقة نقاش متخصصة نظمتها الهيئة بالتعاون مع مكتب هيئة الأممالمتحدة في المملكة اليوم بمناسبة الذكرى ال70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان, بحضور عدد من السفراء والمنسق المقيم للأمم المتحدة بالإنابة والمختصين ورجال الإعلام، وأعضاء مجلس الهيئة، ومنسوبيها. وقال العيبان: "إن العاشر من ديسمبر لعام 1948 كان يومًا مهمًا في التاريخ المعاصر لحقوق الإنسان، وأن احتفالية الهيئة بمناسبة هذا اليوم ترمز للحظة مفصلية تتمثل في اعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تلك الوثيقة التي توافق حولها المجتمع الدولي. وأكد رئيس هيئة حقوق الإنسان, أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين ممثلة بأجهزتها ومؤسساتها الحكومية وغير الحكومية، دأبت على مواكبة الأيام الاحتفالية لحقوق الإنسان بما فيها هذا اليوم، بحملات وأنشطة مكثفة تهدف إلى نشر ثقافة حقوق الإنسان وتعزيز الوعي بها لدى الجميع، مبينًا أن لقاء اليوم ماهو إلا جزء من منظومة متكاملة من تلك الحملات والأنشطة، ففي الوقت الذي نجتمع فيه هنا، تُقام ندوات وورش عمل ودورات ومعارض في مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية ذوات العلاقة أو بإشرافها. وأبان الدكتور العيبان أن المتابع لأوضاع حقوق الإنسان في المملكة بنظرة موضوعية، يجد أنها حققت تقدماً كبيراً في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان على جميع المستويات، التشريعي، والقضائي، والإداري ونحو ذلك، ومن شواهد هذه التطورات، بناء إطار قانوني ومؤسسي فاعل، يغطي جميع مجالات حقوق الإنسان حمايةً ووقاية. وأضاف: "إننا إذْ نعتز بهذا التقدم، نعتبره حافزاً لنا لتحقيق المزيد من التطورات، وعوناً لتجاوز العقبات والتحديات, مبيناً أن المملكة تنطلق في سعيها الحثيث نحو تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وتحقيق التنمية المستدامة، من قيم مجتمعها الأصيلة، وحكمة وإرادة قيادتها ممثلةً في خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-. وأشار العيبان إلى "رؤية المملكة 2030" التي تتضمن خططًا وبرامجًا تهدف إلى جعل المملكة أُنموذجًا رائدًا في العالم على الأصعدة كافة، التي تضمنت العديد من مجالات حقوق الإنسان، كالحق في الحياة والحق في الأمن، والحق في الصحة، والحق في التربية والتعليم والتدريب، والحق في العمل وحماية الأسرة، وتمكين المرأة، وتعزيز المشاركة في الحياة السياسية والعامة، وحرية تكوين الجمعيات ودعمها، والحق في المشاركة الثقافية وفي الأنشطة الرياضية والترفيهية. واستطرد قائلا: "يجري العمل حاليًا على مراجعة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في المملكة شاملة لجميع المبادئ والأسس التي تهدف إلى حماية وتعزيز حقوق الإنسان، وفق مبادئ الشريعة الإسلامية، والنظام الأساسي للحكم، والأنظمة الأخرى، والاتفاقيات الإقليمية والدولية ذوات الصلة بحقوق الإنسان، التي أصبحت المملكة طرفًا فيها، والاسترشاد بعدد من الإعلانات وبرامج ومناهج العمل الإقليمية والدولية في ضوء التزامات المملكة. من جهته، أشاد المنسق المقيم للأمم المتحدة بالإنابة فراس فالح غرايبة, بجهود المملكة في مجال حماية حقوق الإنسان، وقال: "إن الأممالمتحدة تثمن عاليًا التعاون البناء مع المملكة، وتؤكد وتفتخر بالشراكة المستمرة في البرامج والأنشطة التي يشترك فيها عدد من منظمات وبرامج الاممالمتحدة ووكالاتها المتخصصة. وهنأ غرايبة, المملكة على تفاعلها في مجالات حقوق الإنسان المختلفة قائلًا: أهنئكم على انطلاق المملكة في حماية وتعزيز حقوق الإنسان من خلال تفعيل منظومة وطنية لحقوق الإنسان معززة باللوائح والانظمة التي تصون الحقوق على المستوى الوطني وتساهم في حمايتها. وأشاد بتنظيم هيئة حقوق الإنسان لاحتفالية الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وقال "إن هذه المبادرة تعبر عن التزام المملكة بدعم القيم العالمية لحقوق الإنسان، ونلاحظ ذلك من خلال التفاعل الإيجابي والفعال للمملكة مع النظام الدولي لحقوق الإنسان بآلياته المختلفة. وقدم شكره إلى هيئة حقوق الإنسان ممثلة في رئيسها الدكتور العيبان على دعمها المستمر للنشاطات التي تسهم في نشر الوعي وزيادة المعرفة بحقوق الإنسان. ورأى غرايبة أن وثيقة الاعلان العالمي لحقوق الإنسان أرست الأسس للقضاء على التمييز ووضعت من خلال موادها المختلفة القاعدة لمجموعة الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية والمدنية, وأضاءت الطريق أمامنا نحو عالم خالٍ من الحروب والتعذيب والمجاعة والظلم, عالم يقلص البؤس إلى أقصى حدوده. بعد ذلك عُقدت الجلسة الرئيسية لحلقة النقاش التي رأسها عضو مجلس الشورى الدكتور إبراهيم النحاس، جرى خلالها الحديث من قبل ضيوف الحلقة حول جهود المملكة في حماية وتعزيز حقوق الإنسان، والتعاون الكبير بينها وبين منظمات الأممالمتحدة في هذا الإطار، حيث شارك الممثل المقيم لبرنامج التعاون الفني بين المملكة ومفوضية حقوق الإنسان الدكتور فريد حمدان ، وكذلك عضو اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان، وعضو مجلس الهيئة الدكتور سعيد الشواف, وعضو مجلس الهيئة آمال المعلمي، وعضو هيئة المحامين الدكتور أحمد الصقيه.