يرعى معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة المؤتمر الطبي الأول الذي ينظمه مستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز بالرياض يومي الرابع والخامس من ديسمبر المقبل لمناقشة المستجدات في العلاج بجهاز الإيكمو لحالات الفشل الرئوي الحاد، وذلك بحضور نخبة من أهل الخبرة والاختصاص عالمياً من دول فرنسا وإيطاليا والهند، ومتخصصين من المملكة، بهدف تبادل الخبرات وإثراء الوسط الصحي تحت "مسمى الإيكمو السعودي "SAUDI ECMO" ". وثمن الدكتور أحمد الزبيدي المدير التنفيذي لمستشفى الأمير محمد بن عبد العزيز في الرياض رعاية معالي وزير الصحة المؤتمر الطبي الأول حول الأكسجة الغشائية، مشيراً إلى أن هذه الرعاية تعكس اهتمام وزارة الصحة بترقية الأداء الصحي ومواكبته للتطورات العالمية. وبين الدكتور الزبيدي أن المستشفى ظل منذ تأسيسه يقوم بشكل متنام بتقديم الرعاية الصحية المتقدمة في مختلف الاختصاصات الطبية بالاعتماد على طاقم طبي متكامل ومؤهل علمياً وعملياً، لافتاً إلى أن قسم العناية الحرجة بالمستشفى حقق قفزة نوعية خلال السنوات الخمس الأخيرة، بعد أن تم اعتماده كمركز لاستقبال المرضى المصابين بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا" MERSCoV. وأشار الدكتور الزبيدي أن قسم العناية الحرجة الذي يمثل العمود الفقري لأي مؤسسة صحية، ظل يقوم بتقديم كل الخيارات العلاجية المتاحة بما يتوافق وأفضل المعايير العالمية للتعامل مع الفشل التنفسي الشديد المرافق لمعظم المرضى المقبولين في قسم العناية، وكان آخر هذه الخيارات وأكثرها تعقيداً جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم والمعروف بالإيكمو ECMO. من جانبه، أوضح الدكتور عايض عسيري رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الطبي الأول أن المستشفى اعتمد على جهاز الإيكمو في نسبة جيدة من حالات الفشل التنفسي الشديد الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا، وقد أسهم بشكل فعّال في المساعدة على شفاء العديد من تلك الحالات، مبيناً أن المستشفى تعامل مع أكثر من 46 حالة خلال العامين الماضيين بنتائج شفاء وصلت إلى 70٪. ولفت الدكتور عسيري إلى أن الفريق الطبي في قسم العناية الحرجة وبدعم كبير من إدارة المستشفى ظل يعمل على تطوير هذه الخدمة بشكل مستمر والتوسع في استخدامها في حالات الفشل التنفسي الشديد الناجم عن إصابات مرضية أخرى غير فيروس كورونا، وذلك بناءً على التوصيات العالمية. واستطرد الدكتور عسيري بالقول (على سبيل المثال لا الحصر تم استخدام جهاز الإيكمو في حالات الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير، والكدمات الرئوية الشديدة الناتجة عن الحوادث المرورية أو الرضوض بشكل عام، بالإضافة إلى استنشاق الدخان المصاحب لحالات الحروق الشديدة حسب ما توصلت إليه نتائج آخر الأبحاث الطبية)، مبيناً أن العديد من هذه الحالات تم نقلها من مستشفيات داخل وخارج الرياض من معظم مناطق المملكة شملت (القصيم، حائل، الجوف، جيزان، نجران, الطائف وبيشة. وقال أن العمل على جهاز الإيكمو يقوده فريق على قدر عال من التدريب والتأهيل، يقوم بالتواصل مع المستشفيات المحولة لحظة بلحظة لتقديم الدعم التنفسي من خلال هذا الجهاز، وتابع: في حال التأكد من حاجة المريض يتم تجهيز الفريق المختص وإرساله مباشرة للمستشفى المعني بعد التنسيق مع وزارة الصحة ممثلة بالشؤون الصحية في المنطقة المعنية حيث يتم توصيل المريض بالجهاز وإحضاره جواً أو براً حسب بعد المنطقة عن المستشفى. ويتمحور مبدأ عمل جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم (الإيكمو)، من خلال تركيب قساطر وريدية كبيرة في الأوردة المركزية سواءً في العنق أو الفخذ ومن ثم يتم نقل الدم خارج الجسم للجهاز عبر أنابيب ومده بالأكسجين وتخليصه من ثاني أكسيد الكربون وإرجاعه للجسم، وبالتالي يعمل الجهاز كرئة خارجية تساعد على تروية الأعضاء حتى تتعافى الرئة وتستعيد وظائفها الأمر الذي يستغرق وسطياً أسبوعين حتى أشهر في بعض الحالات النادرة. وحول المؤتمر الطبي الأول الذي ينظمه المستشفى بمقره، أكد رئيس اللجنة المنظمة أنه يأتي تلبية للحاجة المستمرة للتعليم والبحث العلمي المستمر بهدف مناقشة المستجدات في العلاج بجهاز الإيكمو لحالات الفشل الرئوي الحاد بمشاركة نخبة من أهل الخبرة والاختصاص عالمياً ومحلياً، لتبادل الخبرات وإثراء الوسط الصحي تحت مسمى الإيكمو السعودي "SAUDI ECMO" .