يرى الإعلامي خلف ملفي أن الحدث الذي لا يمكن نسيانه جلوسه بالقرب من الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والأمير الراحل فيصل بن فهد في افتتاح كأس العالم 1994. وأوضح ملفي أن ذكريات كأس العالم في اليابان تعتبر الأكثر نضوجاً ومعرفة، حيث إنه وقع الاختيار لأكون منسقاً بين الصحفيين السعوديين، وأحد المسؤولين في مكتب الفيفا للإجابة على جميع الاستفسارات المطروحة حينها.* ما المشاركة الأولى لك في كأس العالم وكيف كانت؟ * بدأت رحلتي في المشاركة بكأس العالم مع المنتخب في مونديال أميركا 1994، وكنت حينها منتدباً من صحيفة الرياضية لتغطية المنتخب، وكنت قد سافرت قبل المونديال بأسبوعين، وكنت الصحفي الوحيد الموجود في جميع الأحداث للمنتخب في معسكره هناك قبل المونديال لتغطية الأحداث والتمارين للأخضر، وتعتبر المشاركة لي لا مثيل لها، وكون الأخضر حقق إنجازاً لم يتكرر وهو التأهل لدور ال 16 من المونديال وما صاحبه من إبداع قدمه المنتخب، والدعم الكبير من الملك فهد – رحمه الله – والأمير فيصل بن فهد. * ماذا أضاف المونديال العالمي لك بالصحافة؟ * بالنسبة لي لم تكن مشاركة أميركا مع المنتخب الأولى، لكن قبلها شاركت مع المنتخب السعودي في كأس العالم للناشئين في أسكتلندا 1989 كأول رحلة تمثيل صحفي مع الإنجاز العالمي بتحقيق كأس العالم حينها، فالاحتكاك مع الصحفيين الكبار وأنا في بداياتها وقتها، أفادني كثيراً، وكان لعبدالله الدبل – رحمه الله – دور في تغير السكن وتخفيض الفيفا يقارب نصف المبلغ، وهي خدمة قدمها لي عندما علم أنني صحفي سعودي وقتها وهي من الأشياء التي لا يمكن أن أنساها، وكنت وقتها أجلس مع صحفيين كبار أعمارهم تصل ل 50 سنة وما فوق وأنا كنت حينها أقل من 28 سنة، وهي من التجارب الثمينة التي احتفظ بها. * ما الصعوبات التي واجهتك في بداياتك للمشاركة في المونديال؟ * الحمدلله لم يكن هناك صعوبات كبيرة بحكم أن اللغة كانت جيدة لي في المونديال، لكن من الأشياء التي أتذكرها مباراة المنتخب أمام هولندا كان التوقيت لها فجراً، وجريدة الرياضية حينها أوقفت الطبع وربما تحدث لأول مرة بداعي تغطية المباراة، وكنت وقتها أغطيها بجوال «موتوريلا» من أميركا بالإيجار طبعاً لم يكن الجوال موجوداً بالسعودية، ولكي أنقل الأحداث حينها لأحد الزملاء في جدة لتغطية المباراة، وكانت الجريدة الوحيدة التي غطت المباراة بذات اليوم. * شاركت في أربعة كؤوس عالم، أي المشاركات التي صاحبها نضوج إعلامي؟ * كانت تجربة 2002 في اليابان تعتبر أنضج المشاركات من خلال التجربة التي اكتسبتها، وقع الاختيار عليّ لأكون منسقاً بين الصحفيين السعوديين وأحد المسؤولين في مكتب الفيفا للإجابة على جميع الاستفسارات المطروحة، وكذلك تجربة 2006 في ألمانيا كانت جميلة بحكم التنقل بين المدن بالقطارات، وكان أ. أحمد عيد رئيس اتحاد القدم السابق موجود ضمن المرافقين المدعوين وبحكم شغفه لحضور مباريات كرة القدم كنا نتصادف لمشاهدة المباريات حتى لو لم تكن للمنتخب السعودي. * ما أجمل هدف في المونديالات التي شاركت بها؟ * بكل تأكيد لا يمكن لأحد أن يتجاوز هدف اللاعب سعيد العويران في مباراة بلجيكا، لدرجة أن الصحف العالمية تقارنه بهدف ديجو مردونا الشهير. * الصديق الذي لا يمكن أن ينساه ملفي في المحفل العالمي؟ * عبدالله الدبل – رحمه الله – كان في جميع المراحل قبل وفاته، كان الرجل الأول الذي عندما تتحدث معه تخرج بفوائد كبيرة من حديثة ويسهل جميع العوائق ويحترم الصحفيين كثيراً، أما من حيث الصحفيين فتمت مزاملة الزميل مساعد العصيمي في كأس العالم 1998 من الذكريات التي لا تُنسى بالإضافة إلى الزميل صالح الحمادي في المشاركة الأولى بحكم معرفته لأميركا كنا نستخدم السيارة في تنقلاتنا بحكم خبرته الكبيرة هناك، ومحمد العبدي وعيد الثقيل كانت لي تجربة جميلة معهم في 2006، أما الزميل صالح ناصر الحمادي فكان أبرز واحد من الزملاء يحفزك لحضور المباريات بالإضافة إلى الدكتور عائض الحربي، ويشغفون لحضور المونديلات العالمية. * ما الحدث الذي أبهرك في كأس العالم 1994؟ * أبهرني مشاهدة بيل كلينتون الرئيس الأميركي آنذاك، والأمير الراحل فيصل بن فهد، وقربهم من المنصة، وكان القميص الرياضي لهم مببلاً «بالعرق» من شدة الحر، وكان للزميل خالد دراج السبق في أخذ تصريح للرئيس الأميركي بين الشوطين. * حدثنا عن موقف عالق في ذهنك حتى الآن. * بعد خروجنا من مباراة هولندا في كأس العالم 1994، شاهدنا رجلاً جالساً على الرصيف وشعرت أنه قريب منا، وعند الاقتراب منه، وجدته المدرب لوبن هاكر المدرب الهولندي الذي أُقيل من تدريب المنتخب السعودي قبل المونديال بأيام وكان مذهولاً، وقال لنا «لم أكن أصدق أن الذي لعب أمام المنتخب الهولندي هو المنتخب السعودي الذي دربته في جدة، وأنا أحد الأسباب التي جعلت هولندا تلعب بهذا لشكل، لأنني نقلت لهم بأن المنتخب عادي جداً وسهل الانتصار عليه». * قصة مباراة في المونديالات الأربعة تتذكرها. * كانت إقالة المدرب البرازيلي كارلوس ألبيرتو بعد المباراة الثانية، وكان الخبر كالصاعقة على المركز الإعلامي حينها من صحفيين أجانب مصدومين من الخبر، ويقولون أنتم ارتكبتم خطأً كبيراً بحق المدرب، ومن القصص كذلك الاجتماع الشهير للأمير فيصل بن فهد بعد الأحداث التي صارت بعد مباراة فرنسا في كأس العالم 1998 والخسارة الكبيرة التي مني بها المنتخب السعودي كان هناك اجتماع شهير للأمير استمر حتى الفجر وكنا ننتظر الأخبار من الاجتماع الذي قرر بعدها إقالة المدرب وما صاحبها من قرارات على بعض الإداريين. * ماذا عن المشاركة الجارية للأخضر والحظوظ فيها؟ * بكل صراحة المنتخب السعودي تطور بشكل كبير وتجاوز أزمة كأس آسيا 2011 التي كانت أسوء مشاركة للمنتخب السعودي وقتها، وبمجرد تأهلنا لكأس العالم الحالية كانت من الأحلام، لكن المشوار حافل بالإنجاز والعمل الكبير، ورئيس اتحاد القدم السابق أحمد عيد وبدعم الأمير عبدالله بن مساعد دور كبير في التأهل، ولكن بواقعية مشاركتنا الجارية جميع المنتخبات في المجموعة أفضل فنياً من المنتخب السعودي. * هل ممكن أن نرى لاعباً سعودياً يحترف خارجياً بعد المونديال؟ * لا نذهب بعيداً في هذا التفكير، فالعمر لبعض اللاعبين تجاوز الاحتراف الخارجي، لكن ربما تُعاد التجربة الاحترافية للاعب سالم الدوسري بحسب حديثة السابق لفريقه فيريال الإسباني، وأذكر بهذه المناسبة عندما ذهب الثلاثي سالم وفهد ويحيى لإسبانيا، أن بمجرد ذهابهم وتدريبهم مع هذه الأندية يبين لك عقلية اللاعب والاستفادة من هذه التجارب، وبالفعل بعد عودة الثلاثي وضح تأثيرهم الفني وتطورهم على المنتخب في المباريات الودية مع المنتخب. كأس العالم 1994 كان أفضل مشاركات الأخضر الأخضر بطل العالم للناشئين 1989