لم تمض أيام قليلة على تشريف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله- للاحتفال والعرس الرياضي الكبير وتتويجه لنادي الاتحاد بأغلى الكؤوس وهي المناسبة التي حملت بتفاصيلها دلالات رائعة وكبيرة على أن شباب الوطن ورياضته في قلب اهتمامات الوالد القائد، لم تمض أيام إلا ويظهر برهان جديد على ألا خوف على الرياضة السعودية التي تريد لها القيادة السعودية أن تكون مختلفة وأكثر حيوية، حين زف معالي رئيس هيئة الرياضة المستشار تركي آل الشيخ البشرى للرياضيين بتصدي رجل الملفات المعقدة والصعبة قائد مسيرة شباب الوطن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع لملف ديون الأندية الخارجية وتكفله بتذليل كافة المصاعب وتقديم دعم مالي غير مسبوق في تاريخ الرياضة السعودية بل وربما في تاريخ معظم دول العالم بمبلغ يفوق المليار وربع المليار ريال، في التفاتة غير مستغربة على الرغم من كل الملفات الدقيقة التي على طاولة سموه سياسيا واقتصادياً وعسكرياً وتنموياً. هيئة الرياضة تنجح من جديد في إغلاق أحد الملفات المعقدة نزلت هذه البشرى كالبلسم على كل المهتمين والغيورين على رياضة وطنهم والذين كانوا على علم وتأكد من أن قيادة الوطن لن ترضى للكيانات الرياضية أن تواجه مصاعب تعيق أداء دورها في نهضة الرياضة السعودية وتحديداً لعبة كرة القدم، اللعبة التي تعد الواجهة الأبرز لرياضة الغالبية العظمى من دول العالم، دعم متنوع يعزز من تحول كرة القدم من لعبة وهواية إلى صناعة، إذ لطالما تحدث سمو ولي العهد عن رؤية المملكة 2030 وأنها تهدف للاستثمار ورفع قيمة المحتوى المحلي في مجالات عدة كالترفيه والتي تأتي الرياضة وكرة القدم كأحد ركائزها الثابتة، لذلك كان الدعم كبيراً وسخياً ومنوعاً. ربما ذهبت أنظار الجميع إلى تخصيص أكثر من 333 مليون ريال لسداد ديون الأندية الخارجية، لكن الغالبية العظمى من هذا المبلغ الضخم ستذهب لتعزيز صناعة كرة القدم وإثرائها من خلال تقديم دعم لتجديد عقود لاعبي المنتخب السعودي الأول وسداد مرتباتهم المتأخرة بمبلغ يصل ل40 مليون ريال كأحد أهم المساهمات الحكومية لتهيئة "الأخضر" الذي سيشارك بعد أقل من شهر في أكبر التظاهرات الكروية في العالم فهو سيلعب تحت أنظار مئات الملايين من الناس حاملاً اسم الوطن ورافعاً رايته. ولم يقتصر الدعم على معالجة الماضي وتعزيز الحاضر، بل قدم سمو أمير الشباب و"وجه السعد" مبلغ 375 مليون ريال لدعم تعاقدات الأندية السعودية في الموسم المقبل في دلالة على دعم الدولة لمشروع هيئة الرياضة بجعل الدوري السعودي واحداً من أقوى الدوريات في العالم ليتجاوز مرحلة "أقوى دوري عربي" علاوة على انتداب أبرز حكام كرة القدم العالميين للتواجد في جميع مباريات الدوري السعودي للمحترفين بمبلغ 40 مليون ريال، وكالعادة كان شمول بقية الفرق وتحديداً فرق دوري الأمير محمد بن سلمان بدعم يصل إلى 110 ملايين. كل هذا الدعم ليس إلا جزءاً من دعم ووقفة متواصلة من قبل القيادة العليا بتوجيه من ملك الحزم والعزم سلمان بن عبدالعزيز وبمتابعة من رجل الإدارة والإرادة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وسط ثقة كبيرة بهيئة الرياضة، هذه المؤسسة الرياضية التي تتجدد يوماً بعد آخر، وتتوثب لمستقبل مشرق ينتظر رياضة الوطن وشبابه، ولعل ملف تخصيص الأندية كان شاهداً على تميز الهيئة في تعاملها مع هذا التحول التاريخي والكبير واتخاذها قرار التريث وحل العديد من العقبات قبل إقراره، خصوصاً وهي تثق بأن الدعم الكبير من قبل القيادة الحكيمة سيكون حاضراً وسيقول كلمته وهو ما حدث وما سيحدث مستقبلاً، فلا خوف على وطن يقوده الملك سلمان وملفات يتسلمها الرجل القوي الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي على الرغم من تعدد مهامه وصعوبة الملفات التي تصدى لها ببراعة نقلت المملكة إلى مصاف أقوى دول العالم، إلا أن الكرة السعودية والرياضة بشكل عام كانت ضمن أولوياته ولا أدل على ذلك سوى الحراك الضخم الذي تشهده الرياضة ككل وليس كرة القدم وحسب.