لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت المنتخب الوطني الأول، الذي يواصل تدريباته اليومية ضمن معسكره الإعدادي في ماربيا الأسبانية، تحضيرًا لمونديال روسيا، وبشعار "معاك يالأخضر" تتوحد أفئدة السعوديين حول منتخب بلادهم الأول، في طريقه نحو مقارعة الكبار في مونديال كأس العالم الصيف المقبل، في ظهور تاريخي مختلف وغير مسبوق للمنتخبات العربية، عندما يقص شريط افتتاح المونديال أمام البلد المضيف روسيا، وتحت أنظار ملايين الجماهير حول العالم، التي ستراقب بشغف حفل ومباراة تدشين المونديال العالمي 2018م. وقبل عامين كانت الجماهير السعودية تتوجس مع كل خطوة من خطوات "الأخضر" في التصفيات الأولية للقارة الآسيوية، للعبور إلى المونديال مروراً بالتصفيات النهائية الحاسمة، خوفاً من تكرار الإخفاقات السابقة منذ الحضور الأخير في مونديال ألمانيا 2006م، إلا أن المنتخب السعودي كان في الموعد ونسج خيوط الحلم باكراً واكتسب ثقة عالية مع كل خطوة كان يخطوها نحو المعترك العالمي الكبير، واليوم بات الحلم حقيقة وأمسى "الأخضر" ينتظر صباحه الجديد في المونديال بعدأشهرٍ قليلة من الزمن. ومع اقتراب الحدث الكروي الأبرز في العالم والمنتظر في ملاعب روسيا، تتصاعد تحضيرات المنتخب السعودي الآن إلى مستويات تحضيرية أعلى وأقوى، بمواجهة كبار المنتخبات في العالم ودياً من خلال معسكره الإعدادي الحالي، ومعسكره المقبل والأخير قبل انطلاقة صافرة المونديال، إذ أضحى "الأخضر" يسابق الزمن تجهيزاً لساعة الصفر وسط رعاية رسمية عالية، بدعم مميز من الهيئة العامة للرياضة، ومتابعة مستمرة من اتحاد الكرة، والتفاف رائع من الأندية السعودية بشعار "الأخضر أولاً"، وتقديم مصلحة الوطن والمنتخب الوطني على أي مصالح ضيقة للميول في المسابقات المحلية، خصوصاً في هذا الموسم الاستثنائي، الذي شهد عودة المنتخب السعودي من الباب الكبير إلى واجهة المنجزات وحاضنة كأس العالم بعد غياب طويل، وعندما يستلهم السعوديون جميعاً اللحظة المنتظرة لارتفاع علم بلادهم خفاقاً كعادته في كل محفل بين منتخبات العالم في المونديال المقبل، يدركون أنها من اللحظات التاريخية التي يستحق من أجلها المنتخب السعودي كل دعم ورعاية واهتمام، نحو حضور مشرف وطموحات متقدة في أكبر وأهم تظاهرة كروية عالمية.