مهما تعددت أو اختلفت المبررات لاستبعاد هداف المنتخب السعودي الأول في التصفيات الآسيوية الفارطة محمد السهلاوي ب17 هدفاً عن معسكر المنتخب السعودي في البرتغال، بقيادة المدرب الأرجنتيني إدغاردو باوزا، وحتى مع ضم مهاجمين بدلاء، بعضهم لم يشارك أساسياً هذا الموسم كمختار فلاتة، أو على فترات متقطعة كمهند عسيري، فالمنطق الفني يفرض على السهلاوي مراجعة حساباته في الفترة المقبلة، وبذل الكثير من الجهد المضاعف، للتمسك بفرصة قيادة هجوم الأخضر في مونديال روسيا 2018م. استبعاد السهلاوي عن المعسكر الأوروبي الأخير، قد يبدو وأنه جاء كرسالة حضارية فنية باكرة قبل المونديال، وجهها الجهاز الفني للمنتخب السعودي للمهاجم، الذي تشهد مستوياته محلياً تراجعاً ملحوظاً منذ موسمين خصوصاً في مباريات فريقه النصر، التي ظل يحظى خلالها بثقة الأجهزة الفنية، منذ انضمامه في موسم 2009م قادماً من فريقه السابق القادسية، إلا أن غياب المهاجم عن واجهة المنافسة على لقب هداف الدوري منذ ثلاثة مواسم تحديداً، أمسى يثير علامات استفهام نقدية جماهيرية، على الحضور التهديفي المحلي الضئيل للسهلاوي، على الرغم من تألقه اللافت منذ انضمامه الجديد للمنتخب السعودي بداية من مواجهة كوريا الشمالية في نهائيات كأس آسيا الماضية 2015 في أستراليا بعد غيابه عن قائمة "الأخضر" منذ العام 2012م، ثم الاعتماد عليه كمهاجم أساسي في التصفيات الآسيوية المؤهلة الأخيرة للمونديال، التي خلصت إلى وصول المنتخب السعودي للمرة الخامسة للمعترك الكروي العالمي الكبير. 28 هدفاً في 32 مباراة شارك خلالها المهاجم محمد السهلاوي مع المنتخب السعودي منذ انضمامه ل "الأخضر" قبل ثمانية مواسم، وكان هدفه الأول في مرمى المنتخب الأسباني في مواجهة ودية منتصف موسم 2010، فيما ساهمت أهدافه ال17 في تتويجه هدافاً للتصفيات الآسيوية وهدافاً تاريخياً للمنتخب في تصفيات المونديال، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لنيل المهاجم الرضا الجماهيري التام، خصوصاً في المباريات الرسمية الأخيرة للمنتخب أمام الإمارات ثم اليابان، التي شهدت غيابه عن هز الشباك، وهو ما دعا المدرب الجديد ل "الأخضر" باوزا من استبعاد السهلاوي من القائمة السعودية المغادرة إلى معسكر البرتغال، في تحفيز يبدو من نوع آخر للمهاجم الدولي، في العودة القوية لصفوف المنتخب في المعسكرات المقبلة التي تسبق المونديال في ظل ندرة المهاجمين المميزين على صعيد الكرة السعودية في الوقت الراهن. تعول الجماهير السعودية على المهاجم محمد السهلاوي وبقية زملائه من نجوم الكرة السعودية في قيادة "الأخضر" في المونديال المقبل، وتقديم مستويات تليق بمكانة الكرة السعودية على المستوى القاري، واستحقاقها في الوصول الخامس إلى المونديال، وحتى موعد إطلاق صافرة أولى مواجهات كأس العالم المنتظر، ستظل أبواب المنتخب مفتوحة أمام كل اللاعبين السعوديين، لإثبات جدارتهم في تمثيل "الأخضر"، في منافسة شريفة تذكي روح الحماس والعطاء المتقد لخدمة المنتخب السعودي، والمساهمة في تتويجه في منجزات مقبلة، تتواصل معها عودة الهيبة والشخصية الفنية المميزة للكرة السعودية في مختلف المحافل الكروية.