تعتبر بعض البرامج الرياضية التي تبثها القنوات الفضائية مصدر جذب للمشاهدين سواءً في الوسط الرياضي وبعض أفراد المجتمع بشكل عام، ومنذ عقود وأغلب البرامج محتواها من دون المستوى المأمول بسبب خضوعها لمجموعة من المشجعين المتعصبين الذين لا يعون واجباتهم وأدوارهم في تثقيف النشء الجديد، وتقديم مواد رياضية دسمة تشبع نهم المشاهد الذي يتابع في الخارج برامج رياضية مختلفة تماماً عن الذي يعرض، تجعله وسط الأحداث، وتقدم له مادة إعلامية ثرية بالمعلومات والتحليلات وتبدأ هذه البرامج وتنتهي من دون أن يسمع المشاهد ألفاظاً خارجة عن الروح الرياضية، أو صراخاً وجدلاً بيزنطياً، وإسقاطات على المنافسين من أفواه ما يسمون تجاوزاً إعلاميين دعوا إلى البرنامج من أصدقائهم المعدين أو المخرجين أو من مالك القناة أو المشرف عليها. مع حضور الإعلاميين المشجعين كل مساء وظهيرة تزداد وتيرة التعصب وتكرس ثقافة الكراهية، ولا يخجل من يوصف بأنه محلل حصري أو ضيف أن يتحدث بلغة المشجع المتعصب ويجعل من نفسه فاهماً في كل شيء، في الإدارة والأمور الفنية وحتى قانون التحكيم لا يمنع أن يدعي الفهم فيه ويتحول النقاش إلى أشبه بنقاشات المشجعين في الاستراحات الخاصة، هذا يتهم نادياً، وذاك يرد وهو محتقن ويسقط على نادي الآخر، لتتحول البرامج إلى ما هو أشبه بالمسرحيات، والمسلسسلات الكوميدية، ويصبح كل ما تنتظره الجماهير من حديث وتعليق يفترض أن يكون احترافياً وموضوعياً غائباً تماماً عن المشهد، فلا تحليل فنياً منطقي، كيف فاز هذا الفريق وكيف خسر خصمه؟ ويأتي بدلاً منه الحديث عن تغريدات العبارات التعصبية أو الانتظار حتى تأتي رسائل الجوال لتملي على الضيف المتعصب ماذا يجب أن يقوله، ويتم تزويده بمعلومات تقطر تعصباً، كلها تشكيك وهجوم واتهام على الأندية المنافسة، حتى لو كانت كذباً وتدليساً، والكلمة للصوت الأقوى خصوصاً وبعض البرامج يوجد فيها أكثر من ستة إعلاميين يميلون لفريق واحد وسياستهم في الطرح واحدة. المشاهد يأمل أن يعاد النظر في بعض البرامج وضيوفها، باستضافة خبراء في كرة القدم من مدربين ولاعبين قدامى، أمثال عبدالعزيز الخالد، ويوسف خميس، ويوسف الثنيان، وعبدالله الواكد، وخالد الشنيف، وسلطان البرقان، ومحمد عبدالجواد، وسمير هلال، وطارق التايب، وبقية النجوم، فهؤلاء هم الأجدر بالحضور، أما المشجعون فيتم شكرهم وتكريمهم بإعادتهم إلى مدرجات فرقهم.