تكوين لجان متخصصة لمحاربة تعصب الاعلام الرياضي فكرة جميلة ومحمودة وكل المجتمع تمنى هذه الخطوة منذ فترة طويلة لكن أن تحضر متأخرة أفضل بكثير من غياب الرقيب الذي يحاسب على التجاوزات التي تخطت حدود الأدب واللباقة والخطوط الحمراء في بعض المطبوعات والقنوات الفضائية التي تستضيف "كل من هب ودب" من المتعصبين الذين لا يخجلون من اطروحاتهم التعصبية، والضحية المشاهد الذي يبحث عن تحليل فني محايد ومنصف ويناقش قضية رياضية بأسلوب مهني علمي، وليس مجموعة يصنفون أنفهسم على أنهم إعلاميون، وهم أكبر متعصبين يتحدثون وكأنهم في مدرج أو استراحة اصدقاء ولغة النقاش لديهم رفع الصوت والصراخ وعبارات الشتم التي يندى لها الجبين، وجلهم مجموعة مشجعين محتقنين الغالبية العظمى منهم لم يلعب كرة القدم، ويمارس الإعلام ولا حتى يمتلك الموهبة بمعنى لو أن القناة سجلت البرنامج في مدرج الرابطة واستضافت المشجعين اصحاب مكبرات الصوت والإعلام والطبول لحصلت على مبتغاها من دون الحاجة للذين لا يختلفون في منهجهم عما يشاهد ويسمع في المدرجات من ألفاظ نابية ورمي للأحذية وعلب المياه. الكل يقدر دور وزارتي الداخلية والثقافة والإعلام وهيئة الرياضة والجهات ذات العلاقة في هذا الجانب ولكن لابد أن يصل للمسؤولين كمية التساؤلات الجماهيرية (إين الرقيب عما يحدث في بعض القنوات الرياضية ومراقبة برامجها وتقييمها والسعي لتطويرها وهي محسوبة على الوطن؟)، وليتهم شاهدوا أحد برامج الظهيرة قبل يومين وكيف أن من يشعل نار التعصب أحد الضيوف وهو لا يمتلك أي صفة اعلامية، ربما فقط صداقة بعض المعدين والاتفاق معهم في الميول وآخر يتحدث بصفة مشجع والدوري متوقف، والجميع مع المنتخب في اعداده لمواجهتي تايلاند والعراق والثنائي يسقطان على أندية معينة باسلوب مخجل وغير مهني بعيدا عن مواضيع النقاش التي لم تجد من يعلق أو يشخص (لأن فاقد الشيء لا يعطيه)، ايضا من كوارث هذه البرامج أنها تستضيف من شطبوا وأوقفوا بسبب تجاوزاتهم، وبعضهم تعدى على منشأة رياضية وحطم بعض مقتنياتها لأنها تحمل صور بعض لاعبي الأندية المنافسة وفجأة يخرج ويتحدث عن التعصب وينتقد، إذا خطوات التصحيح تبدأ بالقنوات ولا يهم ميول الضيف فالمهم هو الطرح المهني الموضوعي المفيد لا تكريس ثقافة الكراهية بين ابناء المجتمع كما يفعل "حامل مشعل التعصب" الذي يريد أن يعالج التعصب وهو عليل يعاني من هذا المرض.