يبدو أن المشهد النصراوي الحالي على المستوى الإداري، بات الآن أكثر ترقباً وتحفزاً للمرحلة المقبلة، مثقلاً بطموحات جماهيرية عريضة لانقاذ النادي من وطأة الديون والتراكمات المالية الضخمة، التي أثرت على مسيرة النصر في المواسم الماضية امتداداً لهذا الموسم، حتى وصلت لأرقام فلكية غير مسبوقة في تاريخ النادي العاصمي، قبل قرار الهيئة الأخير بإبعاد الإدارة السابقة، وتكليف إدارة جديدة حتى نهاية الموسم، على الرغم من اختلاف سبب تدخل الهيئة في التغييرات الإدارية الجديدة المعلنة، على خلفية قضية أمين عام النادي وثبوت معرفة مجلس الإدارة السابق، بتجاوزاته في قضية لاعب وسط الفريق عوض خميس. تحتفظ ذاكرة النصراويين لإدارة الأمير فيصل بن تركي السابقة، بالكثير من الفضل بعد الله في تأسيس النصر الحديث واستعادة مكانته منافساً وبطلاً للدوري في موسم 2014 وتحقيق ثلاث بطولات كبرى بعد أعوام الغياب الطويلة، إلا أن خطوات الإدارة تعثرت بعد ذلك بوضوح، ودخل النادي في نفق مالي مظلم ومنعطفات فنية خطيرة، كادت أن تنسف كل المكتسبات الفارطة، خصوصاً مع ابتعاد الكثير من الشرفيين الداعمين على التوالي، وكان من نتائجه المؤثرة أن فقد الفريق الكروي فرصة الحضور في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، بعد الاخفاق في تأمين قيمة الرخصة الآسيوية، ثم التأخر مجدداً في انتظام تسليم اللاعبين المحترفين في النادي مرتباتهم الشهرية، زاد ذلك الفشل المتكرر في ملف اللاعبين الأجانب، بعد أن بات نصفهم عالة فنية ومادية على كاهل النادي، إضافة إلى النتائج السلبية التي ظل الفريق أسيراً لها منذ ثلاثة مواسم، مع التغيير المستمر في الأجهزة الفنية، واهتزاز الاستقرار الفني في الفريق الكروي تبعاً لذلك. أمام الإدارة الحديدة المكلفة بقيادة رئيس النادي سلمان المالك عمل كبير، لن يكون سهلاً في وجود ملفات معقدة على الصعيدين الفني والمالي في النادي، مع أهمية المسارعة إلى إقناع الشرفيين الداعمين للعودة إلى "البيت النصراوي"، ودعم الإدارة الجديدة المكلفة، كما أن استعادة الثقة في المدرجات "الصفراء" سيكون محكاً مهماً لإدارة النصر المكلفة، في ظل هجر الجماهير النصراوية لها في المباريات الفائتة، احتجاجاً على السياسات الإدارية السابقة، ولعل ارتفاع مؤشر دعم الجماهير النصراوية ضمن مبادرة "ادعم ناديك" بعد تكليف الإدارة الجديدة، يؤكد على رضا الجماهير التام عما حدث من تطورات على الصعيد الإداري، بانتظار خطوات مقبلة أكثر حراكاً وإيجابية في جنبات النادي الكبير. التغييرات الإدارية المفاجئة التي هبت عاصفتها أخيراً على النصر، ليست سوى سُنة العمل الرياضي في الأندية، بين إدارة راحلة وإدارة قادمة، والمهم هو التخطيط لمستقبل النادي القريب والبعيد، ورأب الصدع السابق بين الإدارة والداعمين للنادي، ورفع الروح المعنوية لدى اللاعبين بتسليمهم مستحقاتهم السابقة وانتظام اللاحقة، ثم محاسبة المقصر منهم وفق تكريس أنظمة الانضباط في النادي، ورفع شعار البقاء للأفضل والأحرص على خدمة القميص النصراوي وإسعاد جماهيره، إذ إن تعافي النصر كان وسيظل مطلباً ملحاً في التنافس الشريف بين الأندية، كواحدٍ من الأركان الأساسية في الكرة السعودية، التي تستحق عملاً إدارياً احترافياً بعيداً عن الاجتهادات السابقة، التي ساهمت في تعثر مسيرة الفريق الكروي بالنادي. Your browser does not support the video tag.