قالت القوات العربية-الكردية المشتركة، المدعومة من الولاياتالمتحدة في سورية أنها أحكمت السيطرة الكاملة على عاصمة تنظيم داعش الإرهابي في الرقة مما يبشر بإنهاء وجود المسلحين في معقلهم الأكثر رمزية مع اقتراب احتمال سقوطهم الكامل فيما تبقى لهم من مناطق نفوذ. وأعلنت القيادة المركزية للولايات المتحدة من الرقة النصر، قائلة "إن أكثر من 90 في المئة من الرقة أصبحت بيد قوات الSDF، وهي مجموعة جماعات مقاتلة تدعمها الولاياتالمتحدة تتكون من أكراد وعرب سوريين". وقال تالو سيلو المتحدث باسم القوات الديمقراطية السورية أن قوات التحالف توقفت عن القصف وأن عناصر من القوات الكردية – العربية المشتركة يقومون بتطهير المدينة من العبوات الناسفة مع استمرار البحث عن الخلايا النائمة. ولم يتضح بعد ما إذا كانت بعض جيوب تنظيم داعش الإرهابي لا تزال موجودة في المدينة ولكن القوات المحررة للمدينة قالت أن معركة الرقة اقتربت من التمام على نحو فعال وبتطهير معظم مدينة الرقة الاستراتيجية من جيوب التنظيم الإرهابي، وسقوط مدينة الموصل في يوليو الماضي وفقدان تنظيم داعش لمساحات شاسعة من مناطق نفوذها لم يبقى للتنظيم المتطرف سوى أراضي قليلة ممتدة بين الحدود العراقية السورية. وكانت الرقة السورية أول عاصمة تسقط بالكامل من سيطرة الحكومة عندما استولت عليها عدد من الفصائل معظمها مدعوم من قطر كأحرار الشام كما كانت جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي جزء من عملية التقدم في المدينة على حساب قوات الأسد، في مارس 2013، وبعد أشهر قليلة من سيطرة الفصائل على المدينة تم تسليمها بالاتفاق مع أحرار الشام وجبهة النصرة إلى تنظيم داعش الإرهابي بعد أن أقسم مقاتلو المدينة على الولاء للمجموعة لتصبح عاصمة داعش الإرهابي بحكم الأمر الواقع، وبحلول يناير من عام 2014، كان المتطرفون يسيطرون على المدينة بالكامل متخذين منها عاصمة لهم. وبعد خروج التنظيم الإرهابي في الرقة يعود التنظيم الذي يطلق على نفسه تسمية دولة إلى أصله ك"ميليشيا" إذ لم يبقى للتنظيم في سورية سوى بضعة أحياء في دير الزور المدينة التي سيطر التنظيم قبل سنتين على معظم أجزائها، فضلا عن محافظة الأنبار في العراق وجيوب صغيرة متناثرة في أماكن أخرى يترقب التنظيم الإرهابي بحذر ساعة الهجوم عليه فيها مع خسارة داعش لكل مواطن النفط والغاز في سورية التي كان قد سيطر عليها مسبقاً شمال شرق البلاد وشرقي حمص. ويقول محمد حسن علي مسؤول في الهيئات المدنية التابعة للقوات المحررة لداعش إن أمام التحالف وأهالي الرقة تحدي كبير وهو إعادة إعمار المدينة المدمرة بالكامل والتي نزح عنها 270 ألف مدني على الأقل، مضيفاً بأنه غير جاهز بعد للدخول لحي منزله في الرقة لأنه يتخيل أنه سيرى هيروشيما ثانية وغالباً لن يرى أي جدار قائم من منزله. وتقول وضحى هويدي التي هربت من الرقة قبل أشهر "لا أخطط للعودة لهناك الآن لأني لا أملك أي شيء في تلك المدينة المدمرة والتي أصبح بيتي جزء من حطامها. ويبقى مصير المئات من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي الذين صمدوا للنهاية مجهولاً، حيث ترددت عدة تقارير متضاربة عن إمكانية السماح لهم بالخروج في باصات لمنطقة أخرى تحت سيطرتهم ضمن صفقة استسلام. في هذا الأثناء تستمر قوات النظام السوري بالتقدم في مناطق من دير الزور حيث يتم الدفع بداعش الإرهابي للجنوب لإخراجها من سورية في سباق مع الزمن بين النظام وقوات SDF الكردية-العربية للحصول على أوسع أجزاء ممكنة من المنطقة الشمالية والشرقية من سورية الغنية بالثروات النفطية مع غياب كامل للمعارضة القابعة في إدلب عن سباق دحر تنظيم داعش الإرهابي والاستيلاء على مناطق نفوذها.