طرحت الجلسة العلمية السادسة التي عقدت برئاسة د. محمد العقلا مدير الجامعة الإسلامية سابقا، موضوع " فقه الحج والعمرة والزيارة " على طاولة البحث من قبل المشاركين في الملتقى العلمي السابع لأبحاث الحج والعمرة والزيارة حيث قدمت د. إيمان قبوس من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بحثا بعنوان ( الاستحسان الأصولي وأثره في نازلة التصريح بالحج والعمرة ) تناولت خلاله اشتراط التصريح للحج، مبينة أن الأصل لا يمنع قاصد المسجد الحرام، ولكن نظرًا لكثرة الحجيج والمعتمرين، وما يسببه الزحام من نقص الأنفس والأموال، عمدت الدولة إلى إجراء اشتراط التصريح لتنظيم الحج , وخلصت الباحثة إلى جواز اشتراط التصريح للحج تأصيلا على دليل الاستحسان الأصولي، وأن ما قامت به الحكومة السعودية من اشتراط التصريح موافق للمقاصد الشريعة الإسلامية وغايتها في التكليف. وتناول د. عادل رشاد غنيم من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل في الدمام ورقة علمية بعنوان ( فقه الزحام في المناسك ) مشكلة الزحام في المناسك بقصد تخفيف المعاناة وتقليل المخاطر وتوفير الروحانية للحجيج، مبينا أن العمل بفقه التيسير خاصة ووسعة الفتوى المتعلقة ببعض المناسك، والمراعية لحال المستفتي ومستجدات العصر تقلل من أزمات الزحام في الحج. وقال : إن فقه أحكام توسعة المشاعر يشمل البعد المعماري المتمثل في توسعة أماكن المشاعر المقدسة وبخاصة المسجد الحرام ومنى ومزدلفة حيث يسبب ضيق الحيز الجغرافي زحاما شديدا، وللتغلب على تلك المشكلة تبنت حكومة خادم الحرمين الشريفين مشاريع هندسية عملاقة لتطوير المنطقة وتسهيل أداء المناسك، وروعي عدم مخالفة هذه التوسعة لأمور الشرع، أما الاختلافات الفقهية فينظر إلى أقواها مع الترجيح. وفي ذات الجلسة أكد د. محمد عبد رب النبي سيد من فرع جامعة الطائف بالخرمة من خلال بحث بعنوان ( تنظيم الفتوى في الحج: أسبابه – وسائله – غاياته ) أن تعدد الفتاوى وكثرة المفتين بلا تنظيم توقع في الجدل، وتؤدي إلى الاختلاف في مناسك الحج، لافتا إلى أهمية فهم مقاصد الحج في رفع الخلاف والشقاق والجدل بين المسلمين. ودعا في هذا الصدد إلى اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للقضاء على مشكلة تعدد الفتاوى تماشيا مع مقاصد الشرع وإغلاق الباب حتى لا تتحول ساحات الحج إلى ساحات من الجدال حول تلك الفتاوى، مشيرا إلى أن بعض من يفتون الناس في هذه المسائل ليسوا أهلًا للإفتاء.