ولي العهد: لطالما كانت السعودية منذ تأسيسها قوة خير لكل ما فيه صالح البشرية ورخاء الإنسان حول العالم    استشهاد 60 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على منازل وتجمعات للنازحين في قطاع غزة    استمرار هطول أمطار رعدية على مختلف مناطق المملكة    العثمان يحتفل بزواج نجله عبدالرحمن    التعاون يتحدى القوة الجوية    «فيتش»: الأصول المدارة ستتجاوز 1.13 تريليون ريال في عامين    والد الشهيد أكرم الجهني ل«عكاظ»: نبذل الغالي والنفيس فداء للوطن    «الشورى» لجامعة حفر الباطن: فعّلوا الابتكار واستفيدوا من «ادرس في السعودية»    الرخصة المهنية شرطٌ للتعاقد في مدارس التعليم الخاص    تعزيز التعاون المشترك في المجالات الثقافية بين السعودية والكويت    إنجاز طبي جديد يعيد الأمل لمرضى السكري حول العالم    تقدم محاور رؤية المملكة 2030    اكتشاف طريقة لتوليد الكهرباء من زهرة اللوتس    شر الناس    «الصادرات السعودية» تشارك في معرض "سيراه" بنسخته العربية    محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائد قوة جازان    «ميتا» تتيح مسح الأماكن وعرضها افتراضيا    عطل يضرب خدمات شبكة «بلايستيشن» العالمية    المملكة تدين استهداف مقر سفير الإمارات بالسودان    السفير البركة يشكر القيادة    في الجولة الثانية لدوري أبطال أوروبا.. الريال في ضيافة ليل.. وبايرن ميونيخ للثأر من أستون فيلا    القيادة تهنئ رؤساء الصين ونيجيريا وقبرص وبالاو    فلسفة الفكر الرياضي في حياتي    جيسوس يحصد جائزة أفضل مدرب    الخليج يهزم توباني البرازيلي    محمية تركي بن عبدالله راعيًا لمعرض الصقور    مدير الدفاع المدني المكلف ينقل تعازي وزير الداخلية لذوي شهيد الواجب السبيعي    أمير مكة المكرمة ونائبه يعزيان أسرتي الشهيدين في حريق سوق جدة    أمير الشرقية يثمن دعم القيادة للقطاع الصحي    العدو الصهيوني والصور المجازية    مركز الملك سلمان يواصل مساعداته وبرامجه الإنسانية    حقوق كبار السن    لحظة غروب    فيصل بن نواف يُدشِّن مبادرة "أوكساجرين الجوف"    عبر سلسلة تاريخية حافلة بالعادات والتقاليد.. المملكة تُجسد إرثها الثقافي في ارتباطها بالقهوة    «أنا قدوة» وسم حملة «صحي الشرقية» للتوعية بسرطان الثدي    المكتبات الخاصة.. والمصير المجهول    الأوركسترا السعودية تبهر العالم    «الغذاء والدواء»: توحيد معايير الحلال عالميًا    الحياة الزوجية.. بناء أسرة وجودة وحياة    الرياض تستضيف أكبر تجمع في ( COP16).. السعودية تقود مبادرات مواجهة الجفاف في العالم    طريقة عمل سلطة البطاطس بالكزبرة والليمون والثوم    بريدة: تشغيل غرفة للعمليات الجراحية للقدم السكرية    أهمية الأطعمة الصحية في المدارس    إطلاق مبادرة «عطاء القطاع الصحي الخاص»    بين طيات الصفحات.. أفكار تجلت وعقول أبهرت    دبلوماسيون ومثقفون باكستانيون: "كتاب الرياض" يقدم تجربة مليئة بالإلهام والمعرفة    «كتب الطيران»    ليفاندوفسكي يقود برشلونة لاكتساح يونج بويز بخماسية في دوري أبطال أوروبا    هجوم إيراني على إسرائيل وجبهة لبنان تلتهب    قصف مدفعي روسي محتمل على سوق أوكراني    بريطانيا: إصابة سفينتين بهجومين قبالة سواحل اليمن    الأمين الجديد لحلف الناتو.. تحديات جمة وترقب لفوز ترمب    المملكة.. الثبات على المبدأ    دوري أبطال آسيا للنخبة .. الهلال يقسو على الشرطة العراقي بخماسية    العنف المبني على النوع الاجتماعي كيف نواجهه؟    الصداقة    علِّموا الأبناء قيَّم الاحترام والامتنان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العدو الصهيوني والصور المجازية
نشر في البلاد يوم 02 - 10 - 2024

يتمتع سائق النفود بمهارات متقدمة وخبرات عالية لا يمتلكها سائق المدينة الذي يتفاخر بالتفحيط في الشوارع والطرقات، ويعتقد أنه سائق موهوب لا يشق له غبار؛ في حين أنه سيتورّط كثيراً لو وضعته مع سيارته وسط النفود.
تتطلّب قيادة السيارة في صحراء الدهناء أو النفود الكبير حيث الكثبان الرملية التي تشبه جبال السروات، مهارات يصعب حصرها في هذا المقال. السرعات العالية لا تنفع هنا؛ وإنما سرعة متوازنة لا إفراط ولا تفريط، وبحسب نوع الطريق الذي أمامه. ليس من المهارة أن تشق عباب الجبل الرملي المرتفع في خط مستقيم، وبسرعة هائلة، وإنما من الأفضل أن تصعده بشكل مائل يتيح لقائد السيارة أن يجسّ نبض الأرض التي يمشي عليها، كما تتيح له في الوقت نفسه، أن يتراجع ويعود أدراجه من حيث أتى عندما يصعب امتطاء صهوة هذا الجبل الرملي، أو عندما تضعف قوة السيارة إلى الدرجة التي تغوص إطاراتها في الرمال، وبالتالي توقّفها، وتعَّريض أصحابها للخطر، خاصة في الأجواء الحارة التي تتميّز بها المملكة صيفاً. سائق النفود يراعي الظروف التي أمامه فيبتعد بخبرته عن الأرض التي تكون فيها الرمال كميناً تمتص عجلات السيارة مهما كانت السيارة تتميّز بالقوة والمتانة، أو من ذوات الدفع الرباعي، كما أنه يتلافى الطرق الوعرة، ويبتعد عن الشجيرات الكبيرة، التي تعيق حركة السيارة، فيتحرّك خلال الرمال بانسيابية ورشاقة، ويتجاوز الهوّة السحيقة التي تكون عادة بين الكثبان الرملية العالية، ويتحرك من خلالها بطريقة حلزونية مدهشة. كلنا نتذكّر المتسابقين الأجانب في مرحلة وادي الدواسر في رالي داكار، عندما علقت تسع مركبات في مكان عميق وسط الكثبان الرملية يُطلق عليه شعبيا " نقرة". لم تنفعهم مهاراتهم في النجاة من هذه المصيدة التي التهمت الشاحنة، والسيارة، والدراجات النارية، التي شاركوا فيها. فقط سائق النفود الحقيقي، الذي أمضى وقتاً طويلاً، وتراكمت معرفته، ويتمتع بالحضور الذهني، ومهارات اتخاذ القرارات الصحيحة والمبادرة، هو القادر على النجاة في مثل هذه الظروف. لهذا السبب، أستخدم هذه الصورة المجازية الثرية مع الطلاب وأنصح الواحد منهم أن يكون "سواق نفود" في المدرسة أو الجامعة أو خارجهما؛ بل في سائر حياته. سائق النفود لا يستخدم دليلاً إرشادياً (أو كاتلوج كما يقول عادل إمام) ينقل منه حرفياً كيف يتصرّف. الحياة تتطلب شخصا بمواصفات "سوّاق النفود"، يلفّ بسيارته نحو اليمين، عندما يواجه شجرة كبيرة، أو نحو اليسار، عندما تكون الجهة اليمنى من الطريق وعرة. القرارات تكون بحسب الظروف الطارئة التي تظهر فجأة في الطريق، ولا يمكن توقّعها في مرحلة تخطيط الرحلة.
كانت الفقرة السابقة مثالاً على ثراء الصورة المجازية وفعاليتها في الوصول للمعنى. إسرائيل، على سبيل المثال لا الحصر، تمثّل صورة مجازية مفادها أنها "دولة وظيفية" لا تحمل أي أهمية نابعة من ذاتها. هي، كما يقول عبد الوهاب المسيري الذي يعتبر أفضل دارس عربي لها، مجرد "كلب حراسة" قوي للمصالح الغربية، رأسه في واشنطن، وذيله في القدس، ومن هنا يأتي الحرص على رعايته، أو "عاهرة موانئ" تقتات على ما تكسبه من البحّارة والمسافرين والتجّار الذين يعيشون بشكل مؤقت في هذه الموانئ، أو هي "حاملة طائرات" أمريكية، تؤدي دورا وظيفياً مؤقتاً في منطقة استراتيجية، قد ينتهي بنهاية هذه الوظيفة. لعل هذا يكون قريباً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.