اُعتقل المعارض الروسي ألكسي نافالني ومئات من أنصاره اليوم الأحد في مختلف أنحاء روسيا خلال تظاهرات ضد الفساد شكلت أحد أكبر التحركات التي تستهدف فلاديمير بوتين منذ عودته إلى الكرملين في 2012. وفي موسكو حيث تظاهر الآلاف في إحدى الجادات الرئيسية بوسط المدينة رغم حظر السلطات، "اعتقل 700 شخص على الأقل" وفق منظمة "أو في دي-انفو" المتخصصة في رصد التظاهرات، في حين تحدثت الشرطة عن اعتقال نحو 500. وبعدما اعتقلته الشرطة لدى خروجه من المترو، سيمضي نافالني الذي يعتزم مواجهة بوتين في الانتخابات الرئاسية في 2018، ليلته موقوفاً قبل أن يمثل أمام قاض الاثنين، وفق ما أوردت المتحدثة باسمه كيرا يارميش على تويتر، وكان نافالني دعا إلى هذه التحركات بعدما نشر تقريراً اتهم فيه رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف بأنه على رأس إمبراطورية عقارية يمولها أثرياء. واتخذ هذا التحقيق شكل فيلم تمت مشاهدته 11 مليون مرة على موقع يوتيوب، لكنه لم يثر أي رد فعل من جانب السلطات، على غرار تحقيقات أخرى نشرتها منظمة نافالني الذي بات المعارض الأول للكرملين انطلاقا من تنديده بفساد النخبة الروسية. ورغم الحظر في 72 من 99 مدينة تمت الدعوة فيها إلى تظاهرات، خرج الروس إلى الشوارع بالآلاف وحتى في المدن الريفية حيث يتراجع عادة التعبير عن الشعور بالاستياء، مثل كراسنويارسك واومسك ونوفوسيبيرسك في سيبيريا، وفي موسكو، انتشر المتظاهرون طوال بعد الظهر على أرصفة جادة تفرسكايا في كل الاتجاهات، ما جعل من الصعوبة تعدادهم، وتحدثت الشرطة عن أكثر من سبعة آلاف شخص، وتظاهر الآلاف أيضاً في ساحة بوشكين حيث اعتقل عدد كبير واستخدمت الشرطة غاز الفلفل وأحيانا الهراوات، وهتف المتظاهرون "روسيا من دون بوتين". ومن مكان توقيفه، أبدى نافالني "اعتزازه" بأنصاره وكتب المعارض الذي جال أخيراً في مناطق الريف في إطار حملته أن "اللصوص يدافعون عن أنفسهم على هذا النحو، ولكن لا يمكن توقيف جميع من يناهضون الفساد، نحن ملايين". وخلال التظاهرة، أعلنت منظمته "صندوق مكافحة الفساد" أنها تعرضت لعمليات تفتيش. وكتبت كيرا يارميش المتحدثة باسم نافالني على تويتر "الجميع اعتقلوا واقتيدوا إلى مراكز الشرطة"، وتجاهلت التلفزيونات العامة ما حصل سواء في موسكو أو بقية المدن. وفي سان بطرسبورغ، ثاني مدن البلاد "شمال غرب"، تجمع نحو أربعة آلاف شخص رغم حظر السلطات وانتشار كثيف لعناصر الشرطة، ويندد نافالني منذ أعوام عبر مدونته بفساد النخبة في روسيا، وفاز في أكتوبر 2013 ب 2.27% من الأصوات في انتخابات بلدية موسكو، لكن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة غير مؤكد بسبب حكم بالسجن خمسة أعوام مع وقف التنفيذ صدر بحقه أخيراً بتهمة اختلاس أموال.