وقعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة في قطاع الآثار والمتاحف، على تمديد اتفاقية التعاون مع جامعة فليبس الألمانية لمدة خمس سنوات، وتهدف الاتفاقية إلى استكمال أعمال المسح البحري للآثار الغارقة بين الشعيبة ورابغ ودراسة المواد الأثرية في مواقع حطام السفن الغارقة التي تم الكشف عنها في المواسم السابقة. ووقع الاتفاقية الباحثة ماشيل رينفيلد من جامعة فليبس الألمانية، وجمال عمر نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للآثار والمتاحف بالإنابة، بحضور د. علي الغبان المشرف العام على برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة. وأوضح د. علي الغبان في تصريح صحفي أن المشروع يعد من المشاريع التي تنفذها الهيئة بالتعاون مع المعاهد المتخصصة في الآثار الغارقة التي تستهدف اكتشاف ودراسة الآثار الغارقة التي تزخر بها سواحل المملكة، مشيراً إلى أنه تم تسجيل أكثر من 50 موقعا على سواحل المملكة تركز الهيئة على دراستها والتعريف بأهميتها، لافتاً إلى تزايد الاهتمام بالآثار الغارقة على المستوى الدولي وإقبال عدد من الجامعات والمؤسسات العلمية نحو اكتشاف الآثار الموجودة داخل المناطق البحرية. وبين الغبان، أن نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني خصص فصلاً كاملاً عن الآثار الغارقة تضمن عدداً من المواد المنظمة التي تتعلق بالبحث داخل المناطق البحرية الخاضعة لسيادة المملكة وإعادة المكتشفات الأثرية الغارقة وتسليمها للهيئة. كما خصص برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة مسارا للتوعية والتعريف بالاكتشافات الأثرية ونتائج أعمال فرق المسح والتنقيب بالمناطق، إضافة إلى التعاون بين الهيئة والجهات الحكومية ذات العلاقة بالمحافظة على مواقع الآثار الغارقة والإبلاغ فوراً عن آثار غارقة يتم اكتشافها، من جهتها أكدت ميشيل رينفيلد عالمة الآثار الألمانية ورئيسة الفريق الألماني في البعثة، أن المملكة تزخر بالكثير من الآثار المغمورة الغنية بهذا التراث التراكمي، منوهة بجهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في اكتشاف هذه الكنوز، مشيرة إلى أن فريق الخبراء الألمان سيركز في الفترة القادمة على دراسة المواقع المكتشفة وإجراء أعمال التنقيب الأثري تحت الماء وتوثيق المكتشفات الأثرية. يذكر أن الفريق الألماني قام في المواسم السابقة بالكشف على بقايا حطام سفينة رومانية في البحر الاحمر، حيث تعد أقدم حطام لسفينة أثرية وجدت على طول الساحل السعودي حتى الآن، إضافة الى حطام سفينة أخرى تعود إلى العصر الإسلامي الأول، وذلك في المنطقة الواقعة بين رابغ شمالاً حتى الشعيبة جنوباً، كما تم خلال المرحلة السابقة من المشروع تدريب الباحثين السعوديين من المهتمين بالآثار على عمليات الغوص داخل البحار لاستكشاف الآثار الغارقة في مياه البحار.