توقع الخبير الجوي والباحث في الظواهر المناخية، عضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة، زياد الجهني، أن تنخفض درجات الحرارة بشكل أكثر خلال فترة الوسم أكتوبر الجاري ونوفمبر المقبل، خصوصًا المناطق الشمالية وشمال الوسطى ، لتسجل العظمى درجات دون 26 بينما الصغرى دون 18 درجة. ولفت إلى أنه عند النظر إلى آخر البيانات المناخية العالمية والتي تركّز على منطقة الشرق الأوسط بما فيها السعودية ، من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة بالمناطق الشمالية وشمال الوسطى، مشيرًا إلى أن هذا الانخفاض المبكّر ينبئ بشتاء درجات حرارته أقل من المعدل حسب المعطيات الحالية، ولكن تبقى نسبة تغيرها واردة في حال نشاط عوامل أخرى عكسية. وأضاف "الجهني" أن المسطحات المائية تمر بفترة باردة نوعًا ما مقارنة بالعام الماضي، فعند النظر للمحيط الهادي مثلاً سنجد نشاطًا واضحًا للوجه البارد، وسيطرة قوية للرياح التجارية الشرقية وفرق الضغط كبير ما بين هاييتي وداروين، لذلك من المتوقع أن تستمر التيارات الباردة في رحلتها في عرض المحيط معلنة بداية وجه بارد يسمى "لانينيا" وهو الوجه المعاكس لظاهرة "نينيو" التي كانت نشطة في عامنا الماضي 2015 . وتابع، لذلك نجد أن توزيع التيارات المائية حول العالم سيتغير وسنجد نشاطًا واضحًا للتيارات الدافئة في الأطلسي وغرب البحر المتوسط بينما التيارات الباردة في المحيط الهادي والهندي وبحر العرب خلال فترة الخريف 2016 . وأبان "الجهني" أنه من المتوقع أن يكون الوسم هذا العام متأخرًا بسبب نشاط ظاهرة "لانينيا" بعكس الموسم الماضي الذي بدأت فيه بواكير الوسم من سبتمبر بعد نشاط قوي لظاهرة "نينيو" وحدث كذلك "التبكير" في أعوام النينيو 1982 – 1997 وهذا التبكير عادة يحدث بسبب التسخين العالي واندفاع رطوبة البحار الكثيفة نحو مناطقنا الجافة وبعوامل أخرى لا تكون إيجابية إلا في سنوات النينيو القوية. وأضاف، من المعروف أن الوسم يبدأ من 16 أكتوبر وينتهي 6 ديسمبر ومدته 52 يومًا وسمي بهذا الاسم لأنه يسم الأرض بالنبات، وإذا تتابع الخير والمطر في هذه الفترة يعقبه ربيع مميز ويظهر الفقع (الكمأة) ، وهناك علامات واضحة لدخول الوسم (موسم الأمطار) منها حركة السحب من الغرب إلى الشرق استجابة للتيار النفاث الغربي واعتدال الأجواء ليلاً بشكل كبير نتيجة حركة الشمس الظاهرية للجنوب وموجات غبار متوسطة نتيجة المنخفضات العلوية التي تنحدر نحو المنطقة ، لذلك من المتوقع أن تستقبل المنطقة لهذا العام 2016 ( عام اللانينيا ) حالات وسمية متأخرة نوعًا ما مقارنة بالعام الماضي ، بسبب تأخر تعمق الكتل الباردة المصحوبة بتبريد علوي جيد يعمل على زيادة الفوارق الحرارية، ويستجيب لها المنخفض الحراري السطحي فيتمدد باتجاه المؤثر العلوي وتحدث الأمطار ، وسيكون النشاط المطري واضحًا أواخر الخريف ( نوفمبر) وقد يمتد حتى الشتاء بشكل متصاعد بمشيئة الله . وتوقع الجهني أن يكون خريف عامنا الحالي 2016 تحت تأثير مباشر لظاهرة (لانينيا) أقّل نشاطًا وأمطارًا من العام الماضي 2015 الذي كان تحت تأثير مباشر لظاهرة ( النينيو) بينما الشتاء سيكون أفضل بمشيئة الله ، حيث من المتوقع أن تكون هناك مناطق أفضل من العام الماضي أُخرى متوقع أن تكون حول المعدل الطبيعي أو أقل ، لذلك المناطق الغربية المحاذية للبحر الأحمر ومنطقة حائل ( أفضل من العام الماضي ) أما المدينة ومكة والقصيم والشرقية والكويت وقطر والبحرين وشمال الإمارات (حول المعدل الطبيعي) الحدود الشمالية والجوف وما جاورها (أقل من العام الماضي) ثم تمتد الحالات الممطرة مع دخول البرد جنوبًا لتصل للوسطى الرياض وما جاورها وجنوب الإمارات وعمان وستكون حول معدلاتها الطبيعية ثم تتصاعد شيئًا فشيئًا حتى الربيع وتصل للمنطقة الجنوبية ، وعند تتبع بعض المعطيات الدقيقة جدًا هناك نسبة محدودة لإمكانية حدوث حالة شاذة ممطرة ويتيمة خلال الخريف لكن بُعد الفترة يجعلنا نتريث قليلاً قبل الحديث عنها .