في الوقت الذي يبادر فيه سكان الولاياتالمتحدةالأمريكية (على امتداد الساحل الجنوبي الشرقي للبلاد)، إلى الهرب من منازلهم نحو مناطق الداخل الأمريكي، خوفًا من إعصار "ماثيو" المدمر الذي يتجه نحو المناطق المذكورة، بادر الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية بواشنطن، د. محمد العيسى، بتوضيح الدور الذي تقوم به السفارة في متابعة وإخلاء أفراد الجالية السعودية (من جميع الفئات)، في محيط المناطق التي يستهدفها الإعصار. وقال "العيسى"، إن جميع رعايا المملكة هناك أحوالهم مطمئنة، ولا توجد أي حوادث أو إصابات حتى الآن، وأنه تم إخلاء حالات في المناطق المستهدفة، وتوجيههم إلى فنادق آمنة، وطالبناهم بإرسال جميع الفواتير المتعلقة بالإقامة على مقر السفارة لتعويضهم ً. وبين "العيسى" أن هناك تواصلا بين السفارة والقنصلية مع الجالية، وتم تعميم بريد إلكتروني تحذيري لتوخي الحيطة والحذر لجميع الطلاب الذين يدرسون في ولاية فلوريداوجورجيا وكارولينا الجنوبية والشمالية، وأسرهم وكل رعايا المملكة هناك، وفقًا ل"الإخبارية". وفيما أوضح "العيسى" أنه "تمت مطالبة الجميع بضرورة الاستماع لنصائح السلطات والأجهزة المحلية في الولايات المذكورة"، فقد سارع السكان الأمريكيون في المناطق التي يتجه نحوها الإعصار لتخزين الإمدادات، وأظهرت طوابير الحصول على البنزين حالة القلق الشديد من "ماثيو" المدمر. ويندفع الإعصار ماثيو الأقوى في الكاريبي نحو جامايكا وهاييتي على مسار يتوقع الخبراء أن يقوده إلى شرق الولاياتالمتحدة، ويمتدّ فصل الأعاصير في المحيط الأطلسي عادة بين مطلع يونيو حتى 30 نوفمبر من كل عام. وازدحمت الطرق في فلوريداوجورجيا ونورث كارولاينا وساوث كارولاينا، كما نفدت الإمدادات من محطات الوقود والمتاجر مع اقتراب العاصفة التي تحمل معها ارتفاعًا في الأمواج وأمطارًا غزيرة ورياحًا تسارعت في ليل الخميس لتبلغ سرعتها حوالي 205 كيلومترات في الساعة. وينتظر أن يضرب الإعصار فلوريدا برياح قوية وعواصف عارمة وأمطار غزيرة، بينما أكّد مركز الأعاصير بميامي أن "ماثيو" عاصفة كبيرة من الفئة الثالثة، تصاحبها رياح سرعتها 195 كيلومترًا في الساعة، وأنه من السابق لأوانه التكهن بالمكان الذي سيلحق به الضرر الأكبر. وحثّ الرئيس الأمريكي، باراك أوباما (وحكام الولايات)، ملايين الأشخاص على إخلاء منازلهم أو الاستعداد لمواجهة الإعصار الذي ضرب جزر البهاما متوجهًا نحو الولاياتالمتحدة، وسط تأكيدات بأنه الأعنف خلال السنوات العشر الماضية. وألغى زيارة إلى كارولاينا الجنوبية، حيث كان سيُشارك في اجتماع داعم للمرشحة هيلاري كلينتون، في إطار الحملة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية. وبينما حذر حاكم ولاية فلوريدا ريك سكوت السكان من احتمال تعرضهم لضربة مباشرة ربما تكون كارثية، فقد قالت السلطات الرسمية في الولاية إن جورجيا وكارولاينا الجنوبية والشمالية بدأت باتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة الإعصار. وبينت أن ولايات مجاورة وضعت عددًا كبيرًا من مناطقها في حالة طوارئ لاستخدام وسائل إضافية كولاية كارولاينا الجنوبية التي أعلنت إجلاء 1,1 مليون شخص لعدة مناطق بعيدة عن الساحل، بينما حذر حاكم فلوريدا ريك سكوت من أن الإعصار ماثيو لن يواجه كثيرًا من الأراضي الصلبة قبل أن يصل إلى فلوريدا، وعلى سكان الولاية الاستعداد لإعصار كبير.